تلبية لنداءات التضامن والتكافل والواجب الاجتماعي، وفي إطار الحملات التي تقوم بها مجموعة من الفعاليات الجمعوية لدعم ومساعدة من يعانون من برد هذه الأيام، نظمت جمعية الوسيط للعمل الاستعجالي مبادرة أطلقت عليها اسم “دفء الأثر”، واستهدفت بها فئة المشردين الذين يفتقدون المسكن والمأوى، ويعانون من البرد القارس في ظل غياب السرير والغطاء الدافئ، من خلال تقديم غطاء جديد، وقبعة، وقفازين، وجوارب، ووجبة عشاء متكاملة لكل فرد..
وقد شملت هذه المبادرة الطيبة التي يقودها مجموعة من الشباب المحب للخير والذي يحمل همّ مساعدة المحتاجين، ومحبة إدخال السرور على المساكين، أربعة مدن مغربية، كانت أولها مدينة الرباط، تلتها بعد ذلك مدينة سلا، ثم مدينة الدار البيضاء، وأخيرا مدينة طنجة.
وحول هذه المبادرة وأعمال جمعية الوسيط في الأيام القادمة إليكم هذا الحوار مع الأستاذ فيصل طهاري الرئيس المؤسس لجمعية الوسيط للعمل الاستعجالي وأخصائي نفسي اكلينيكي:
1- ما السر في إطلاق اسم “دفء الأثر” على مبادرتكم؟
الأمر لا يتعلق بسر أكثر ما يتعلق بأهداف، وضعنا هدفين لهذه المبادرة؛ الأول: الدفء، وذلك بتحقيق الدفء لهذه الفئة المستضعفة التي تلتحف الأرض وتتغطى بالسماء في برودة الطقس الشديدة التي تصل أحيانا تحت الصفر، وبهذه المبادرة أردنا حقا خلق الدفء في أجسام أنهكتها ظروف اجتماعية قاهرة، اقتربنا منها نوعا ما بتواصلنا مع العشرات إن لم نقل المئات خلال هذه المبادرة…
الهدف الثاني: الأثر، وذلك بترك الأثر في نفوس هؤلاء المستضعفين، وهنا أستحضر رجلا شيخا قال لي عندما استفاد من المبادرة: “أكثر من 15 سنة وأنا في الشارع لأول مرة يعطيني أحدهم غطاء وأكلا في جوف الليل، ولأني كنت نائما فأيقظتني، فلست أدري هل هذه حقيقة أم أنا في حلم”.
وكذلك ترك الأثر الطيب في قلوب الناس وباقي جمعيات المجتمع المدني ليحذوا حذونا، ولهذا أسمينا مبادرتنا “دفء الأثر”..
2- لماذا تم استهداف فئة المشردين بهذه المبادرة؟
جمعية الوسيط للعمل الاستعجالي أكملت السنة على عملها في الميدان؛ استطعنا وكأول تجربة أن ننطلق من الفايسبوك إلى الواقع بتأسيسنا لجمعيتنا، وخلال هذه الفترة الوجيزة نظمنا مبادرات جميلة، وكان أغلبها في الوسط القروي البعيد “المغرب العميق”، لكن لم ننس يوما أنه في المدن أيضا يوجد من يحتاج إلينا وكان أبرزهم المتشردين.
كما أنه كل سنة بحلول البرد يبدأ الحديث عن هذه الفئة، وفي المقابل لا نرى أي مبادرة لاستهدافهم، فيظل الأمر مجرد تعاطف.. نحن أردنا تطوير هذا التعاطف، وأجرأته لعمل حقيقي، وفي هذا السياق جاءت مبادرة “دفء الأثر”، والتي لقيت نجاحا والحمد لله..
3- هل عندكم أنشطة أخرى في نفس الإطار لمساعدة المناطق الجبلية التي تعاني من برودة الطقس؟
نعم أكيد؛ السنة الماضية نظمنا أكبر قافلة اجتماعية تضامنية مع 32 دوار من جماعة تبانت “أيت بوكماس” إقليم أزيلال.
ومطلع سنة 2013م سننظم بإذن الله تعالى قافلة إلى قرية في نواحي مدينة خنيفرة؛ الاتصالات والتنسيق جاري الآن، وستنطلق في الأسابيع القادمة إن شاء الله تعالى..
كما أن الجمعية ستنظم ست قوافل طبية تستهدف من خلالها القرى النائية..، إضافة إلى مجموعة من المبادرات القادمة إن شاء الله.
في الأخير أذكر بهدفين أساسيين لتواجدنا في الساحة؛ الأول: البحث عن رضا الله والتقرب إليه بهذه الأعمال، وأسأل الله الإخلاص، والثاني: السعي إلى التغيير بوطننا الحبيب، والمساهمة في أوراش التنمية ببلادنا، لكي نكون جزء من الحل ولا ننتظر الحلول.