كل من قارف منكرا عند المالكية واستتر به ولم يجاهر به علانية وجب وعظه والستر عليه رجاء توبته وإنابته.
قرر العقباني في تحفة الناظر (100) أن الستر عليه أولى وأحق بالندب والقُربة، لكن ينبغي له أن يتقدم له بالملامة بالحكمة والموعظة الحسنة، لعله يقوده بذلك لسبيل التوبة وعدم العودة.
وإن كان الذي واقعَ ذلك من المتجاهرين المنتهكين الحُرُمَ بعدم المبالاة بالافتضاح، وسقوط مائية الوجه بفقد الاحتشام، والاستخفاف بالاطلاع عليه والازدراء بمن شاهده، فأداء الشهادة وإقامتها لله في حقه أولى وآكد ليناله من حدود الله وزواجره ما يوقظه لحفظ شعائره وتعظيم نواهيه وأوامره. فيرتدع عن الاستهانة بمحارمه وينصرف عن الاستظهار بما لابس من فسقه وجرائمه.
والفرق بين هذا والأول أن من استخف باطلاع الناس على خبائثه وفواحشه قد خرق حجاب الهيبة بينه وبين ربه، وهدم حمى الشريعة القائم بينه وبين خلقه، وذلك أعظم منكرا مما واقع، وخطيئة أفحش مما لابس. (تغيير المنكر عند المالكية؛ للشيخ مصطفى باحو).