حملة البرد القارس تصل دوار أمنزال بجبال الأطلس الكبير تنظيم منتدى الشروق بشراكة مع جمعية الرعاية إعداد إبراهيم بيدون

في إطار الأنشطة الاجتماعية التي تقوم بها جمعية منتدى الشروق، نظم القائمون على الجمعية في الأيام الأخيرة قافلة تضامنية بشراكة مع جمعية الرعاية بالدار البيضاء، وبتنسيق مع جمعية تزينا للتضامن والشؤون الاجتماعية بدوار أمنزال، لمساعدة أهالي دوار أمنزال الرابضين في آقاصي جبال الأطلس الكبير (جماعة سيتي فاطمة).
انطلقت القافلة بعد صلاة صبح يوم السبت من مراكش، وفي حدود الساعة 11 وصلت إلى آخر نقطة في الطريق غير المعبدة؛ حيث جهز لحمل المساعدات إلى دوار أمنزال 20 بغلا، وتمت عملية التحميل للجزء الأول من المساعدات في ساعتين، والجزء الآخر تكلفت به جمعية “تزينا” في مرحلة ثانية..

دوار أمنزال وبعض معاناته
الطريق إلى دوار أمنزال وعر وضيق جدا، وقد نحت في جبال ومرتفعات خطيرة؛ تمر الدواب فيه بمشقة وهي محملة؛ وأما درجة الحرارة فتتراوح بين 4 درجات في منعرجات لا تصلها أشعة الشمس، و20 درجة في منعرجات تتعرض لأشعة الشمس طوال النهار..
وبعد 5 ساعات ونصف من المسير وصلنا إلى دوار أمنزال بعد آذان المغرب بقليل، وقد ارتفعنا عن سطح البحر بأزيد من 2500 متر، دوار أمنزال يعاني من العزلة بسبب صعوبة المسالك، وبسبب التهميش من طرف المسؤولين، فدوار أمنزال يقع بعد طرق ضيقة، بين ارتفاعات صعبة، وتغير عجيب في درجات الحرارة..
هناك يعاني الساكنة في صمت، حيث لا كهرباء لا شبكة للهاتف النقال، لا مستوصف، وهم يتخذون النعش بدل سيارة الإسعاف لنقل مرضاهم وحواملهم لمدة 6 ساعات لإيصالهم لأقرب مستوصف، وقد كانت هذه المدة كافية لوضع امرأة لجنينها في الطريق، ولموت أحد المرضى قبل أن يصل إلى المستوصف..
ولا وجود لمدرسة منتظمة؛ فقط أساتذة سد الخصاص يأتون شهرا ويغيبون أشهرا؛ وقد صادف مجيئنا أن وجدنا المدرسة خالية على عروشها تحكي قمة الاستهتار بأبناء المغاربة في تلك الدواوير التي نأت بها الجغرافيا.. كما يقول رئيس جمعية منتدى الشروق.
ولحل إشكال التمدرس يلجأ ساكنة الدوار إلى تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم بمسجد الدوار )المسيد)، حيث يحفظون بالطريقة المغربية المعروفة من خلال الكتابة على الألواح، في زمن صار التلاميذ يكتبون على ألواح الآيباد في الدول التي تحترم قيمة تعليم أبنائها..
دوار أمنزال يعيش عزلة تامة عن العالم الخارجي، فمن سكان الدوار من لم ير سيارة قط، ويظن أن العالم كله عبارة عن جبال وليس به سهول أو هضاب ولا بحار أو محيطات..

توزيع المساعدات
بالنسبة للإعانات فقد كانت القافلة محملة بأزيد من 4 أطنان من المساعدات شملت: 50 قفة غذائية )دقيق-سكر-زيت-شاي وقطاني(، و100 غطاء، و100 فراش، وملابس شتوية متنوعة، فدوار أمنزال يعاني أهله من شظف العيش وقلة المعين، وقساوة الظروف الطبيعية..
انطلقت عملية توزيع المساعدات صباح الأحد، حيث استفادت كل أسرة من قفة غذائية وزنها 40 كيلو وفراشين وغطاءين، كما استفاد كل سكان الدوار أطفالا ورجالا ونساء -أزيد من 330 فرد- من قبعة شتوية جوارب وقفازات قطنية، زيادة على توفير معطف وبذلة رياضية لكل الأطفال والرجال، بينما النساء استفدن من ملابس شتوية خاصة بهن، ووزع الحليب على الرضع والحلويات على الأطفال أيضا، وكان ذلك في جو أخوي تضامني تكافلي ولله الحمد والمنة، ولم ينس القيمون على القافلة من إكرام كل بغل من البغال العشرين التي شاركت في عملية نقل المساعدات من 2.5 كيلو من الشعير للواحد، ففي كل ذي كبد رطب صدقة.
من النوادر المؤثرة أثناء عملية التوزيع؛ اكتشاف أن بعض الأطفال لا يعرفون ما هي القفازات ولماذا تصلح؟ وحتى بعض الرجال لا يعرفون كيف تلبس!!
ولمزيد من المقاطع والصور المعبرة؛ يمكنكم زيارة الصفحة الخاصة بمنتدى الشروق بالموقع الاجتماعي الفايسبوك (www.fb.com/achorouq.org)، فهي تحكي ويحكي فيها سكان الدوار حالتهم ومعاناتهم وحاجياتهم وكذا رسائلهم للمسئولين والمحسنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *