أحاديث منتشرة لم تثبت في باب الاعتقاد

حديث:
“علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل”.

درجته: لا أصل له.
انظر: الأحاديث التي لا أصل لها 6؛ والتذكرة167؛ والفوائد898؛ والضعيفة466/1؛ والفتاوى الحديثة 60؛ والنخبة 202؛ وغيرها..
التعليق : لا أصل له بإتفاق أهل العلم، وهو مما يستدل به القاديانية الضالة على بقاء النبوة بعده صلى الله عليه وسلم، ولو صح لكان حجة عليهم كما يظهر بقليل من التأمل. (الضعيفة 1/466).
والحق أن القاديانية ارتكزوا في ضلالاتهم على كثير من أقوال الصوفية والشيعة؛ وما شاهدناه حتى الآن أن جميع الفرق الضالة نبعت وترعرعت منها؛ وذلك للتساهل الموجود عندهما في تلقي الحديث النبوي وعدم غربلته ليعمل بالحديث الصحيح فقط؛ ولتركهم توثيق الرواة بعيدا عن العصبية. (النخبة84).
والعلماء ورثة الأنبياء وليسوا كالأنبياء فتدبر ولا تدبر.

حديث:
“حسبي بسؤالي علمه بحالي” وفي لفظ: “علمه بحالي يغني عن سؤالي”.
درجته: لا أصل له.
انظر: الأحاديث التي لا أصل لها11؛ والضعيفة 1/21؛ ومجموع الفتاوى183/1؛ وتفسير البغوي 327/5؛ والمشتهر 50؛ والدعاء للعوايشة42؛ والدعاء مفهومه وأحكامه126؛ وغيرها..
التعليق: لا أصل له أورده بعضهم من قول إبراهيم عليه السلام وأن إبراهيم لما وضع في النار لم يسأل الله تعالى وقال: علمه بحالي يغني عن سؤالي، وهو من الإسرائيليات ولا أصل له في المرفوع.
وهو يخالف الثابت الصحيح عن الخليل عليه السلام عن ابن عباس رضي الله عنهما: (حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار؛ وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل (الأحاديث التي لا أصل لها بتصرف)،
وعنه: كان آخر قول إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل. رواه البخاري.
وقد دندن حول هذا الحديث الذي لا أصل له من صنف في التصوف وجعل سؤال العبد ربه اتهاما له.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأما قوله: حسبي من سؤالي علمه بحالي فكلام باطل، خلاف ما ذكره الله عن إبراهيم الخليل وغيره من الأنبياء من دعائهم لله، ومسألتهم إياه، وهو خلاف ما أمر الله به عباده من سؤالهم له صلاح الدنيا والآخرة) مجموع الفتاوى 8/539.
سبحان الله جعلوا لزوم الصمت وقت الحاجة أبلغ من التضرع إلى الله والإلحاح في الدعاء بهذا الحديث الذي لا أصل له.

حديث:
“حسنات الأبرار سيئات المقربين”
درجته: لا أصل له.
انظر: الأحاديث التي لا أصل لها 17؛ وطبقات الشافعية 6/357؛ والضعيفة1/100؛ والحاوي بتخريج الفتاوي722؛ ومجموع الفتاوى 383/18؛ والفوائد7/33؛ وغيرها..
التعليق: ثم إن معناه غير صحيح لأن الحسنة لا يمكن أن تصير سيئة أبدا، مهما كانت منزلة من أتى بها، وإنما تختلف الأعمال باختلاف مرتبة الآتين بها إذا كانت من الأمور الجائزة التي لا توصف بحسن أو قبح، مثل الكذبات الثلاث التي أتي بها إبراهيم عليه السلام، فإنها جائزة، لأنها كانت في سبيل الإصلاح، ومع ذلك فقد اعتبرها إبراهيم عليه السلام سيئة، واعتذر بسببها عن أن يكون أهلاً لأن يشفع في الناس صلى الله عليه وعلى نبينا وسائر إخوانهما أجمعين.
وأما اعتبار الحسنة التي هي قربة إلى الله تعالى سيئة بالنظر إلى أن الذي صدرت منه من المقربين، فمما لا يكاد يعقل. (الضعيفة 1/136).
قال العلامة بكر أبو زيد رحمه الله تعالى: هذا لا أصل له في المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم هو باطل معنى فكيف تكون السيئة حسنة؟ فهو باطل معنى ولفظا والله اعلم. معجم المناهي اللفظية 233. (انظر: أحاديث منتشرة لم تثبت في العقيدة والعبادات والسلوك؛ لأحمد بن عبد الله السلمي).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *