الرافضة ودورهم في المنطقة د. موسى نصر

لا يخفى على مسلم سنّي ما يُكنّه الرافضة منذ قرن التابعين وإلى يومنا هذا من حقد وكره وعداوة لأهل السنة، بدءاً بالصحابة ومن بعدهم وإلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله، ولا زالوا يتوارثون الأحقاد ويرضعونها لأبنائهم، ويحتفلون بمواسم شركية ووثنية يلعنون فيها خيار هذه الأمة بدءاً بالصديق والفاروق، مروراًَ بالعشرة المبشرة سوى علي، ولم يسلم منهم أهل بيعة الرضوان، ولا أهل بدر ولا علماء الإسلام على مر العصور وكرّ الدهور، وإذا علمنا أن لليهود دوراً أساسياً في تلفيق مذهب التشيّع لضرب الإسلام من الداخل وطعنه طعنةً نجلاء قاتلة تنسفه نسفا، فتجعله قاعا صفصفا.
وكم كان لهم من دور في إنشاء الجمعيات والجماعات المعادية للإسلام، وقد يتزيا بعضها بعباءة الإسلام، وهي أشد ما تكون حرباً على الإسلام.
{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة].
قال سفيان بن عيينة رحمه الله: (من فسد من علمائنا ففيه شبه باليهود، ومن فسد من عبّادنا ففيه شبه بالنصارى) .
ولقد كان الرافضة وما زالوا على مرِّ التاريخ عونا لأَعداء هذه الأمة على أمة الإسلام وكان أهل السنة ولازالوا يُؤتون من قبلهم، فهل نسينا دور عبد الله بن سبأ الحميري اليهودي الذي ادعى التشّيع لنصرة آل البيت في إذكاء الفتنة بين الصحابة، ثم هل نسينا دور ابن العلقمي الرافضي في إطلاع المغول التتار على انقاب بغداد وتسريحه للجيش الإسلامي وقطعه لأرزاقه حتى أخذ الجنود يتكففون الناس فكان من الأسباب الرئيسة في استيلاء التتار على بغداد .
وهل نسينا دور الرافضة المعاصرين في سقوط بغداد بأيدي الأمريكان وحلفائهم انتقاماً من حكم صدّام المحسوب على أهل السنة في العراق، وهل ذبح السنة في العراق كالخراف على الإسم والهوية وحرق مساجدهم واغتصاب نسائهم ونهب ممتلكاتهم إلا ثمرة من ثمار الحقد الأسود الدفين الذي توارثوه عبر السنين.
إن ما يقوم به الرافضة في العراق من تطهير عرقي لأهل السنة وما يفعله الرافضة في إيران وفي باكستان، وما قاموا به في أفغانستان من إعانة دول الكفر على غزو ذاك البلد المسلم، لا يقل شأناً عن دورهم في لبنان، فالرافضة ملة واحدة يعادون أهل السنة أشد من عدواتهم لليهود، وإن زعموا نصرة القضية الفلسطنية وإن دعموها فبشروط يدعمونها، منها: ولاء الفلسطينين للرافضة، وفتح حسينيات لهم ونشر ثقافة التشّيع بين أهل السنة لتشييع شعب فلسطين والشعوب العربية كما شيّعوا بعض الشعوب الخليجية، وهكذا يفعلون في كل بلد سني دخلوه يعملون على تشييع أهله لينشروا بينهم الشرك والوثنية وعبادة القبور والقباب وتأليه أئمئتهم رؤوس الضلال.
وإن مما يؤسف له أن يكون هؤلاء الأدعياء أَبطالاً وأنصاراً للمستضعفين، ومقاومين لليهود المحتلين، في الوقت الذي لم تقم دول سنية -تمتلك العدة والعتاد- بواجب نصرة المستضعفين من الشعوب المسلمة في فلسطين ولبنان والعراق وغيرها، حتى غدا هؤلاء الروافض -في قلوب الدهماء والغوغاء والجهلاء والمغفلين- هم الأبطال حقاً وصدقاً وهم المعقود في نواصيهم الخير، وهم الذين ستعلي الأمة بهم وتنهض من غفوتها وذلها وهوانها، كيف وقد رفع زعيمهم شعار الأمة في معركته، وويل للأمة إن تصدر هؤلاء اللاعنين لصدر هذه الأمة المتآمرين عليها، المكفرين لسادتها على مر العصور.
فهل هو دور يراد من هؤلاء في المنطقة برمتها لتشييعها وضربها في عقيدتها من خلال نصر موهوم على أمريكا والكيان الصهيوني؟
أم أن هناك صفقات تدار في الخفاء لتقسيم المنطقة ونهبها وإعادة تشكيلها من جديد من قبل الشيطان الأكبر -كما يسمونها- ومن قبلهم، مقابل تنازلهم عن الخيار النووي الإيراني ليكونوا شرطي الغرب في المنطقة العربية كما كان شاه إيران من قبل، فيستبدلونهم بالأنظمة التي ما عادت تخدم مصالحهم في الاستسلام الكامل لليهود، والتي في ظنهم أنه قد أكل عليها الدهر وشرب؟
ولا يظن ظان أننا نمنع ونحول بين الشعوب المعتدى عليها وحقها الشرعي في جهاد الدفع عن أرضها وعرضها وعقيدتها ودينها، فهو قتال مشروع، دلت عليه النصوص القرآنية والنبوية، فهي تغبط عليه، وتعان وتنصر فيه.
{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج40].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *