قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “ضاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا بمحمد رسولا”.
وفي الصحيح كذلك قال عليه الصلاة والسلام: “من قال حين يسمع النداء رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا غفرت ذنوبه”.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: “وهذان الحديثان عليهما مدار مقامات الدين، وإليهما ينتهي، وقد تضمنا الرضى بربوبيته سبحانه وألوهيته والرضى برسوله والانقياد له، والرضى بدينه، والتسليم له، ومن اجتمعت له هذه الأربعة فهو الصديق حقا، وهي سهلة بالدعوى واللسان، وهي من أصعب الأمور عند حقيقة الامتحان، ولا سيما إذا جاء ما يخالف هوى النفس ومرادها من ذلك: تبين أن الرضى كان لسانه به ناطقا، فهو على لسانه لا على حاله” تهذيب المدارج 363-364.
ولأجل ذلك كان من الأصول والأسس العظيمة التي يجب على الإنسان معرفتها معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، فهذه الأسس الثلاثة هي التي يسأل عنها العبد في قبره كما دل على ذلك حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، مما يدلـُّك على أهميتها وقيمتها وأن على الإنسان فقه معانيها ثم العمل يمقتضاها، لعل الله جل وعلا يوفقه للجواب الصحيح عليها في قبره إذا ما قال له الملكان: من ربك؟ فيقول: ربي الله، ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو محمد عبد اله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فمن حقق ذلك علما وعملا فهو الأهل لأن يوفقه الله تعالى في جوابه كما قال سبحانه: “يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ”.
قال الناظم:
ثلاثة أصول هذا الدين *** معرفة العبد مع اليقين
لله والرسول تتلوا دينه *** مثبتا بعلمه يقينه