(لولاك لم أخلق الدنيا)، (لولا محمد ما خلق آدم ولا خلقت الجنة والنار)، (لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك)، (لولاك ما خلق الله عرشا ولا كرسيا ولا أرضا ولا سماء ولا شمسا ولا قمرا ولا غير ذلك).
درجتها: موضوعة.
أنظر: الأحاديث القدسية الضعيفة؛ والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة 1013؛ والموضوعات 1/289؛ والبيان والإشهار 362؛ وتنزيه الشريعة 1/334؛ وسلسلة الأحاديث الضعيفة 1/282؛ وغيرها من المراجع..
التعليق:
إن هذه الرواية تخالف القطعي من خلق آدم لأجل العبادة لا لأجل محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الذاريات56.
وقد ذكر علماء علوم الحديث أن من علامات وضع الحديث مخالفته للقطعي.
وأقول سبحان الله كيف يصح خبر يقال فيه أن الله لم يخلق آدم ولا الجنة ولا النار ولا الأنبياء إلا لأجل محمد صلى الله عليه وسلم؛ إنما خلقهم أصالة لأجل محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الغرض من خلقهم والحكمة في اصطفائهم هو تشريف محمد وتكريمه وإرضاؤه.
نعوذ بالله من هذا المذهب ومن هذا الحديث الدال عليه ومن الذاهبين إليه ومن المصححين له العفاء على عقول تقر هذا وتعتقده؛ العفاء على عقول تجهل أن الله خلق خلقه لحكمة كبرى جليلة وهي عبادته وحده سبحانه؛ وعدم إشراك غيره في حقه، سواء خـُلق محمد -صلى الله عليه وسلم- أم لم يخلق.
بل نفسه صلى الله عليه وسلم لم يخلق إلا لأجل هذه الغاية، قال شيخ الإسلام بصدد كلامه عن هذا الحديث: الذي لا يستجيز الصبيان ذكره؛ فضلا عن الجهال؛ فضلا عمن شم للعلم شمة أو نشق له رائحة، ورحم الله شيخ الإسلام.
مع أن الحق عكس هذا الزعم القائل أن الخلق خلقوا من أجل محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ أن محمدا عليه الصلاة والسلام ما أرسل إلا رحمة للعالمين، ولولا العالمون لما بعث الله محمدا -صلى الله عليه وسلم-.
أما سبب تصحيح الحاكم لبعض ما هو ضعيف أو موضوع فيحكيه ابن حجر رحمه الله وينقله السيوطي رحمه الله في التدريب1/113 فيقول: قال شيخ الإسلام -يعني بذلك ابن حجر-: إنما وقع للحاكم التساهل لأنه سود الكتاب لينقحه فأعجلته المنية رحمه الله.اهـ (انظر: أحاديث منتشرة لم تثبت في العقيدة والعبادات والسلوك؛ لأحمد بن عبد الله السلمي).