الحذر من حيل أهل الباطل وزخرفة كلامهم

الباطل لا يمكن أن يقوم عليه دليل صحيح، فلذلك يجتهد أهله في ترويج باطلهم وزخرفة بأنواع من الزخارف، تنطلي على ضعاف البصيرة والعلم.
يقول الشاطبي رحمه الله في شأن هؤلاء: “إذا وجدوا جاهلا عاميا ألقوا عليه في الشريعة الطاهرة إشكالات حتى يزلزلوهم ويخلطوا عليهم، ويلبسوا دينهم، فإذا عرفوا منه الحيرة والالتباس ألقو إليهم من بدعهم على التدريج شيئا فشيئا وذموا أهل العلم بأنهم أهل الدنيا المكبون عليها، وأن هذه الطائفة هم أهل الله وخاصته” الإعتصام 2/151.
فالبصير صاحب العلم أو القوي القلب السائر على درب العلماء لا ينطلي عليه ذلك.
وللإمام بن القيم رحمه الله كلام عظيم في خصوص هذا الباب حيث قال: “أخرجت الجهمية التعطيل في قالب التنزيه، وأخرج المنافقون النفاق في قالب الإحسان والتوفيق والعقل المعيشي..وأخرج الروافض الإلحاد والكفر والقدح في سادات الصحابة وحزب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوليائه وأنصاره في قالب محبة أهل البيت والتعصب لهم وموالاتهم، وأخرجت الإباحية وفسقة المنتسبين إلى الفقر والتصوف بدعهم وشطحهم في قالب الفقر والزهد والأحوال والمعارف.. وأخرجت القدرية إنكار عموم قدرة الله تعالى على جميع الموجودات.. في قالب العدل وقالوا لو كان الرب قادرا على أفعال عباده لزم أن يكون ظالما لهم، فأخرجوا تكذيبهم بالقدر في قالب العدل.. وأخرجت الفسقة والذين يتبعون الشهوات والفسوق والعصيان في قالب الرجاء وحسن الظن بالله.. وأخرجت الخوارج قتال الأئمة والخروج عليهم بالسيف في قالب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأخرج أرباب البدع جميعهم بدعهم في قوالب متنوعة بحسب تلك البدع.. فكل صاحب باطل لا يتمكن من ترويج باطله إلا بإخراجه في قالب حق” إغاثة اللهفان 2/81-82.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *