تمر اللغة العربية في المغرب بمحنة غير مسبوقة، وتتعرض لحرب ضروس شعواء، سواء على مستوى القيادة والنخبة، أو على مستوى القاعدة الشعبية.
وهي تتعرض باستمرار منذ وطأ جنود الاحتلال بأرجلهم أرض المغرب لحملات ممنهجة بقصد الإقصاء والإبعاد والتهميش، إما لصالح الفرنسية؛ أو في أحسن الأحوال بتشجيع العامية، أو إذكاء الحروب وافتعالها بين العربية واللهجات المحلية.
وقد كانت العربية قبل فرض الاحتلال لغة العلم والدين والحكم والإدارة، لدرجة أن علماء وفقهاء المغرب الأمازيغ كانوا يكتبون ويؤلفون كتبهم باللغة الأمازيغية بالحرف العربي، إلى أن حسم الأمر مؤخرا لصالح حرف تيفيناغ، بعد أن رجحت كفة المعادين للحرف العربي.
وقبل ذلك أزيحت العربية من الإدارة ومن التعليم ومن قطاعات حيوية كثيرة، وغزت الفرنسية البيوت والأحياء الشعبية.
وهكذا أصبحت العربية بين نيران الفرانكفونيين وبعض متعصبي الأمازيغ وبعض دعاة العامية.
وسبق للجريدة أن أعدت ملفا عن الفرانكفونية، وفي هذا العدد اخترنا أن نسلط الضوء على أهمية اللغة العربية وفضلها وقيمتها، من خلال مقالات وآراء وحوارات مع نخبة من العلماء والمثقفين والمهتمين.
مصطفى الحسناوي