سنة إيران: إعدامات بالجملة وإكراه على المعتقد

في القرن الخامس عشر الميلادي تحرك 40.000 مقاتل في بلاد فارس يجوبون القرى والمدن القريبة، يصنعون ناراً هائلة في كل قرية يصلون إليها، ويتم تخيير سكان بين الإيمان بـ “12 إماماً” والدخول في المذهب (الاثنا عشرية) الذي لم يكن معروفاً وقتها في معظم بلاد فارس، أو يتم إلقاؤهم في تلك النار بمن فيهم من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، فيدخل في المذهب الجديد قرابة 600 شخص من أصل 1000، بينما يفر الباقون من تلك القرية.
من كتاب “إيران وعلاقاتها الخارجية في الدولة الصفوية” (1501 – 1722م) الذي ألفه “نصر الله فلسفي” أحد أهم الكُتاب الذين كتبوا عن العصر الصفوي، ونقله إلى العربية الدكتور محمد الريس 1989م.
وقد نص الدستور الإيراني في المادة (12) على أن: “الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري (الاثنا عشرية)، وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير”.
ويعتبر هذا العنصر في نظام الحاكم الإيراني أحد أبرز العناصر في سياسته الداخلية إلى جانب الشعور القومي (الآرية الفارسية) الذي يُقارب الشوفينية.
فما يحدث لدعاة أهل السنة داخل إيران يندرج ضمن السياسة القديمة-الجديدة لإيران، وتتعاظم الكروب بحق أهل السُنة في الأحواز لأنهم “عرب” و”سُنة”، ولذلك يجري تنفيذ أحكام إعدام بالجملة تجاه الناشطين من الدعاة، وتغلق المساجد وتدمر؛ ففي غشت 2010م تم إغلاق آخر مسجد في الأحواز للـ”السنة” وهو مسجد “الإمام الشافعي” الواقع في “قصبة النصار” بالقرب من مدينة “عبادان”.
وبحسب الإحصاءات الرسمية الإيرانية فإن “الطائفة السنية” من أكبر الأقليات في إيران؛ إذ إنها تُشكِّل نسبة 10% من مكونات الشعب الإيراني، لكنها أكثر تفاوتاً من غيرها.
هذا ويعاني أهل السُنة في إيران من اضطهاد ممنهج من قبل السلطات الإيرانية، فعلاوة على انعدام التنمية فيها، مقارنة بالمحافظات الأخرى التي ينتمي أبناؤها إلى “الزرادشتية”، فإنهم يتعرضون لحملات تنكيل مخيفة!
نقلت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر في نوفمبر 2015م: إن هناك 2900 حالة إعدام في إيران، أغلبها بدواعٍ سياسية.
وعموماً، يمكن ملاحظة أهم أشكال الاضطهاد الديني الشيعي للسنة منذ الثورة الخمينية تحديداً، في النقاط التالية:
• منع أئمة جوامع أهل السنة من حرية بيان عقائدهم على المنابر يوم الجمعة.
• تنفيذ الإعدامات بتهمة الوهابية، وهم كل من يدعو إلى مذهب أهل السنة.
• جرح عقائد أهل السنة والنيل من الصحابة عموماً في الدوائر الحكومية وأمام أهل السنة.
• عدم السماح لأهل السنة ببناء المساجد والمدارس في المناطق ذات الأكثرية السنية.
• تسخير جميع وسائل الإعلام لنشر العقيدة الشيعية في الأوساط السنية.
• تنشئة الأطفال وأبناء أهل السنة على أفكار وعقائد الشيعة وترغيبهم بها، عن طريق المدارس من الابتدائية إلى العالية.
ويمكن الإشارة إلى أشكال الاضطهاد الاجتماعية بحق أهل السنة:
• حرمان أهل السنة من شؤونهم الثقافية والاجتماعية والأخلاقية.
• التضييق في المجالات الاقتصادية، عبر منع إنشاء المشاريع الاستثمارية، أو مصادرة الأملاك بحجج أمنية، أو إتلاف المنتجات ومنع نقلها من منطقة إلى أخرى.
• غياب التنمية بشكل كامل عن المناطق ذات الأكثرية السنية.
• منع التعلم والتعليم باللغات القومية للسنة.
• فرض مناهج تعليمية شيعية وأساتذة شيعة، والفقه الشيعي على السنة.
• نشر المخدرات في المناطق السنية والعرقية خارج المركز الفارسي، كأداة لتفكيك لحمة المجتمعات المحلية.
• فرض حظر على تسميات مواليد السنة، بأسماء ترمز إلى بعد عربي خالص، أو بعد سني بالتحديد.
• التمييز في المعاملة في المستشفيات والمدارس ضد السنة.
• منع نشر المطبوعات المدرسية والفكرية الخاصة بالسنة.
(انظر: منّهجية اضطهاد أهل السنة في إيران -الأحواز أنموذجاً-، مجلة البيان).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *