تقول دوناتيلا روفيرا كبيرة مستشاري الأزمات في منظمة العفو الدولية إن الميليشيات الشيعية تستهدف المدنيين السنة بلا رحمة على أساس طائفي في محاولة لمعاقبة السنة على ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.
وكشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن أفرادا من جماعة “عصائب أهل الحق” العراقية، التي يتزعمها قيس الخزعلي، المنشق عن التيار الصدري، والمعروف بقربه من إيران، وهي إحدى فصائل الحشد الشعبي، عذبت عشرة من رعاة الأغنام كانوا قد فروا من قرية قرب الموصل، وأخذوا منهم نحو ثلاثمئة رأس من الغنم، تمثل قطيع القرية بأكمله”.
قالت منظمة العفو الدولية إن مليشيات الحشد الشعبي والقوات الحكومية في العراق ارتكبت انتهاكات خطيرة وجرائم حرب خارج نطاق القضاء بحق آلاف المدنيين الفارين من المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
واستند تقرير جديد للمنظمة في ذلك إلى مقابلات مع أكثر من 470 من المعتقلين السابقين والشهود وأقارب أشخاص قتلوا أو اختفوا أو اعتقلوا، وكذلك مع مسؤولين وناشطين وعاملين في الإغاثة.
ويقول المسؤول في منظمة العفو الدولية “فيليب لوثر” إن السنة العرب في الفلوجة والشرقاط والحويجة وفي محيط الموصل تعرضوا لهجمات وحشية ودموية، وهم يعاقبون على ما ارتكبه تنظيم الدولة من جرائم.
تتقدم حركة النجباء العراقية وحزب الله اللبناني والعراقي، ولواء الباقر، قيادة الهجمات الأخيرة على الأحياء المحاصرة في حلب، والتي أسفرت عن مقتل 1138 مدنيا منذ 15 نونبر، وتتمركز الميليشيات المذكورة، في أحياء؛ الجديدة وبستان القصر ودوار الراموسة والمرجة والعزيزية ومعمل الاسمنت وسيف الدولة وصلاح الدين والشيخ سعيد والشيخ لطفي والمنطقة الصناعية وبستان الباشا والأنصاري بحلب.
كما يوجد 5000 مقاتل شيعي، تحت قيادة جنرالات إيرانية غربي حلب، بينهم ألفين من لواء فاطميون الأفغانية ونحو 500 من لواء زينبيون، وحوالي 2500 من حرس الثورة الإيراني.
وتحتل حركة النجباء مع حزب الله مناطق منيان ومعمل الكرتون وضاحية الأسد ومساكن 3000 والأكاديمية العسكرية والحمدانية بحلب.
حاولت المليشيات الشيعية بقيادة إيران، إعاقة عملية وقف إطلاق النار في حلب، في وقت كانت فيه المحادثات التركية الروسية مستمرة من أجل إجلاء آمن لعشرات الآلاف من المدنيين وآلاف المقاتلين المعارضين، المحاصرين في مساحة 6 كيلو متر.
بحسب تقرير نشرته منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان «هيومان رايتس ووتش» في شهر يوليوز الماضي، أفاد مسؤولون حكوميون لوسائل الإعلام العراقية بعمليات إعدام جماعية طالت مواطنين سنّة في منطقة الحلة بمحافظة بابل والمقدادية في محافظة ديالى.
وفي 9 يوليوز عثرت الشرطة شمال الحلة على جثث 53 رجلا كانت كلها مقيدة ومصابة بأعيرة نارية في مؤخرة الرأس.
وثّقت «هيومان رايتس ووتش» كيف عمدت الميليشيات، وأحيانا بالتعاون مع الشرطة الفيدرالية أو الجيش، إلى قتل 48 شخصا على الأقل في بلدات وقرى «الحزام»، كالوردية وجسر ديالى والهيتاوي والطارمية وأبو غريب، في مارس وأبريل.
وفي أوائل شهر يونيو، أعدمت الميليشيات الشيعية، بمؤازرة قوات الأمن العراقية، نحو 255 سجينا، من بينهم أطفال. يفصّل تقرير آخر صادر عن منظمة العفو الدولية Amnesty International، تم نشره في شهر يونيو كيف تقوم الميليشيات الشيعية بتنظيم عمليات إعدام خارج نطاق القضاء.
وأعلنت “سرايا طليعة الخراساني” عن مقتل القيادي محمد الياسري في سوريا، دون تحديد المدينة أو المكان الذي قتل به، وتظهر إحدى الصور التي نشرها التنظيم قتالهم إلى جانب النظام في منطقة البحارية بريف دمشق وبأعداد كبيرة، إضافة لعدد من الفيديوهات التي تظهر مدى الحقد الطائفي الذي تحمله هذه الميليشيات على الشعب السوري والمناطق الثائرة.
ويثبت أحد الفيديوهات تورط هذا التنظيم بمجزرة الحسينية التي قامت بها هذه الميليشيات بتاريخ 22 غشت 2013، إذ نشروا في هذا التاريخ “سرايا طليعة الخراساني تحرر منطقة الحسينية قرب السيدة زينب في ريف دمشق”، وهو “يوم وقوع المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من مئة معظمهم من الأطفال والنساء”.
قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”: إن “عناصر من ميليشيات شيعية، ضمتها الحكومة إلى قوات الجيش، اختطفت وقتلت العشرات من السُّنة المُقيمين في بلدة تقع وسط العراق، وهدموا منازل ومتاجر ومساجد سُنية في أعقاب تفجيري 11 يناير 2016 التي أعلن “تنظيم الدولة”.
وفي الفترة ما بين 2005 و2008 قتل مئات الآلاف من السُّنة العراقيين، على يد تلك الميليشيات، إضافة إلى عمليات التطهير الطائفي بالتهجير القسري، والتغييب في السجون، والتعذيب الذي وثقته تلك الميليشيات ووضعته على أشرطة اليوتيوب في عدد مهول من المشاهد التي لم يعد بالإمكان تحمل مشاهدتها. ناهيك عن جرائم الاضطهاد، ومصادرة أو تدمير الممتلكات، وتفجير المساجد ودور العبادة، واستخدام «الدريلات» التي وجدت في سجن سري كان يشرف عليه وزير الداخلية العراقي الأسبق بيان جبر صولاغ، في قبو تحت مكتبه في الوزارة.
كل ذلك موثق، وتضاف إليه جرائم السحل وحرق الأشخاص أحياء، وقتل المعتقلين والمختطفين حتى بعد أن يتم دفع مبالغ مالية كفدية تصل إلى عشرات آلاف الدولارات، التي تؤخذ من قبل زعماء تلك الميليشيات الذين يأخذون المبالغ ويرسلون الجثث إلى ذويها. أما ملايين العراقيين (سنة في معظمهم) الذين شردتهم تلك الميليشيات خارج العراق فقصة أخرى يطول شرحها.
وقد وثق عدد كبير من المنظمات الحقوقية الدولية ارتكاب هذه الميليشيات جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد السنة في العراق، ومكتب الأمم المتحدة على اطلاع تام بحقيقة تلك الجرائم.
يورد تقرير لمنظمة العفو الدولية عدداً من الوقائع والجرائم التي رصدتها المنظمة لهذه الميليشيات. ويذكر التقرير المعنون بـ”إفلات تام من العقاب: حكم الميليشيات في العراق” تفاصيل مروعة للهجمات الطائفية التي تشنها الميليشيات الشيعية في بغداد وسامراء وكركوك، على أساس طائفي. ويؤكد التقرير العثور على “جثث مجهولة الهوية في مختلف مناطق البلاد، وقد قُيدت أيادي أصحابها خلف ظهورهم، ما يشير إلى وجود نمط من عمليات قتل على شاكلة الإعدامات الميدانية”.