حضور كمي ضعيف ذاك الذي شهدته مسيرة الرباط صباح يوم الأحد 13 ماي، انطلاقا من باب الحد باتجاه البرلمان، دعما لمسيرات العودة الفلسطينية، واحتجاجا على جرائم الدولة اليهودية، وقرارات ترامب.
المسيرة التي دعت لها، “مجموعة العمل المغربية من أجل فلسطين”، و”الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني”، رغم الكم العددي الباهت، إلا أنها عرفت تنوعا كيفيا، وحضورا لوجوه ممثلة لكل من: حزب العدالة والتنمية، وحزب الاستقلال وأحزاب اليسار الديمقراطي، التي تضم ثلاثة أحزاب، وحزب البديل الحضاري، وحركة التوحيد والإصلاح، ومنظمة التجديد الطلابي، والائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، في حين غابت جماعة العدل والإحسان، وغاب السلفيون، خاصة اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين.
وشهدت مدينة الدار البيضاء صباح يوم الأحد 20 ماي، مسيرة حاشدة ومشاركة شعبية قوية، انطلقت من ساحة النصر بدرب عمر دعا إلى تنظيمها، الائتلاف المغربي للتضامن، ثم التحق بالدعوة للمسيرة، الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع، والهيئتان المذكورتان تضمان في عضويتهما الهيئات التالية: الاتحاد الاشتراكي، حزب الاستقلال، جماعة العدل والإحسان، والحركة من أجل الأمة، وأيضاً حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) فرع المغرب، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، العصبة المغربية لحقوق الإنسان، الهيأة المغربية لنصرة قضايا الأمة، الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان، الشبكة الديمقراطية لدعم الشعوب، المرصد المغربي لمناهضة التطبيع ، المبادرة المغربية للدعم والنصرة، الفدرالية المغربية لحقوق الإنسان، لجنة التضامن مع فلسطين.
مسيرة الدار البيضاء، عرفت إنزالا كثيفا لجماعة العدل والإحسان، وتميزت بكثرة المشاركين.
عرفت المسيرتان حضور لافتات وشعارات حملة المقاطعة، إضافة لمطالبات بمقاطعة التمور الإسرائيلية، خاصة من طرف حركة BDS، ممثلة بالمناضلة السعدية الوالوس.
وقال خالد السفياني، المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي أن قرار الحكومة المغربية تجاهل مقترح تجريم التطبيع “ليس بالأمر الجديد أو المفاجئ، فقد سبق لنا أن كشفنا ورصدنا مجموعة من عمليات التطبيع المهينة التي قامت بها الحكومة، وليس فقط التغاضي عن هذا المقترح الذي كنا حريصين على أن يصدر ويكون حوله إجماع، خاصة أمام ما يجري الآن من اعتداءات شنيعة ومحاولات تهويد القدس. هذه الجرائم تفرض فعلاً أن يصدر هذا القانون، وأن يبدأ تنفيذه في أقرب وقت ممكن”.
خديجة الرياضي عضو الكتابة الوطنية لحزب النهج الديمقراطي والرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في تصريح خصتنا به قالت: أن القضية الفلسطينية قضية كل المغاربة، ولا تحتمل المزايدات السياسية، بل هي قضية كل الشعوب الحرة المناهضة للظلم والإمبريالية، ومناسبة ذكرى اغتصاب فلسطين، هي مناسبة ليست خاصة بفصيل أو تيار، بل هي محطة ينبغي أن يحضرها ويساندها ويدعمها، الكل دون أي حسابات أخرى، خاصة أن الأمر يتعلق بشعب يناضل منذ قرن.
وأضافت الرياضي: “الصهيونية الآن لم تعد فقط في فلسطين، الصهيونية الآن اخترقتنا في بلداننا واقتحمت بيوتنا، ولا أتفق مع من تخلف عن الحضور”.
امحمد طلابي، قال أن القضية الفلسطينية هي قضية وطنية بالنسبة للمغاربة، وأن المسيرة جاءت في الذكرى 70 لاحتلال فلسطين، وهي احتجاج على قرر ترامب نقل السفارة إلى القدس، واعتبار القدس هي أورشليم القديمة.
وأضاف القيادي في حركة التوحيد والإصلاح قائلا: أؤكد أنه لاوجود لا أورشليم ولا لهيكل سليمان في فلسطين، وهذه دراسات حقيقية مثبتة وعلمية.
قال الوزير السابق ورئيس جهة درعة تافيلالت الحبيب الشوباني: أن قضايا الأمة التي هي من حجم فلسطين والقدس، والعدوان الممنهج على الشعب الفلسطيني في أن تكون له عاصمة مستقلة، قيمتها في رمزيتها، وبالتالي الشعب المغربي يؤكد استمرار وتوهج هذه القضية، والقضية الفلسطينية هي قضية إنسانية عالمية، تجسد الظلم الممنهج، وحضورنا هو للوقوف في وجه هذا الظلم، بغض النظر عن عدد وحجم الحضور.
من جهته قال القيادي في العدالة والتنمية، عبد السلام بلاجي: أن الحضور يمثل شرائح مختلفة من المجتمع المغربي، تمثل الصمود والاستمرار، رغم نكوص الكثير من الناكصين وتردد الكثير من المترددين.
المصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري قال أيضا: أن المهم في هذه الخرجة هو التوقيت وهي المرحلة، التي تريد فيها الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال مشروعها الصهيوني المسيحي والصهيوني اليهودي والصهيوني العربي، تصفية القضية الفلسطينية، عبر المس بمكانة القدس واعتبارها عاصمة أبدية لإسرائيل، وهذا هو المهم بالنسبة للشعب المغربي، أن يكون حاضرا في كل المحطات.
وصرحت لنا نبيلة منيب الأمينة العامة للاشتراكي الموحد: أن القضية الفلسطينية هي قضية كل المغاربة، والمسيرة هي من أجل إعادة تأجيج الدعم المغربي للقضية، والأمر لا يرتبط بالكم بطبيعة الحال، خاصة أن الشعب المغربي يتقاسم المعاناة مع الفلسطينيين، منذ ستين سنة هو أيضا.