قال الله تبارك وتعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً” (الأحزاب).
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية: “يقول تعالى آمرًا رسوله صلى الله عليه وسلم تسليمًا أن يأمر النساء المؤمنات؛ خاصةً أزواجه وبناته لشرفهن بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الإماء، والجلباب هو الرداء فوق الخمار” اهـ.
قال ابن سعدي رحمه الله: هذه الآية هي التي تسمى آية الحجاب، فأمر الله نبيه أن يأمر النساء عمومًا ويبدأ بزوجاته وبناته لأنهن آكد من غيرهن، ولأن الآمر لغيره ينبغي أن يبدأ بأهله قبل غيرهم، كما قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً”، أن يدنين عليهن من جلابيبهن وهن اللاتي يكن فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداء ونحوه (تفسير ابن سعدي).
وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله “وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِن” شققن مروطهن فاختمرن بها” رواه البخاري.
هكذا أمر الله بالحجاب ونهى عن التبرج وتوعد على من وقع فيه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا” رواه مسلم.
قوله صلى الله عليه وسلم “كاسيات عاريات” يصدق على الألبسة الشفافة والضيقة والقصيرة والخفيفة، وإذا كانت علة التحريم هي ضيق الثياب وقصرها فما بالك بالعري الصارخ بكشف الذراع والساق والبطن، ومعضم الجسد في الشواطئ.
لقد أمرك الله المرأة بالحجاب، ونهاها عن التبرج فقال:”وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى” (الأحزاب).
قال القرطبي رحمه الله: “المقصود من الآية مخالفة من قبلهن من المشية على تغنيج وتكسير وإظهار المحاسن للرجال، إلى غير ذلك مما لا يجوز شرعاً، وذلك يشمل الأقوال كلها ويعمها، فليلزمن البيوت، فإن مست الحاجة إلى الخروج فليكن على تبذل وتستر تام والله الموفق “.
فعلى المرأة المسلمة أن تلتزم حجابها الشرعي فبه عزها، ولو تأملت ما وصلت إليه نساء الغرب، وكثير من نساء بعض البلدان الإسلامية، لوقفت شاهدة على مثالب التبرج وأخطاره، ولعلمت أن الله جل وعلا ما حرمه إلا لضرره المستطير على الأفراد والمجتمعات.
صوني حياءك،صوني العرض،لا تهني —– وصـابري واصـبري لله واحتسبي