منذ أنشأت الأمم المتحدة أخذت قضية المرأة بعداً أممياً، وقد بدأ اهتمام الأمم المتحدة بالمرأة منذ عام 1946م حين أنشئت لجنة مركز المرأة؛ وخلال جميع الاتفاقيات والصكوك والإعلانات الأممية التي تلت ذلك كانت حقوق المرأة حاضرة نظريا ًوعملياً أو هي محور المداولات والحوارات.
مرت الحركة النسوية بمراحل مختلفة وتباينت بحسب اعتبار الجغرافيا والبيئة الاقتصادية والسياسية والثقافية والتكوين الاجتماعي؛ فالمرحلة الأولى ركزت على حقوق المرأة السياسية والاقتصادية والقانونية والمدنية، وذلك منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى مطلع القرن العشرين، ثم اتسعت مطالب المرحلة الثانية خلال الأربعينيات وحتى مطلع السبعينات من القرن العشرين للوصول إلى المثالية المطلقة والمساواة الكاملة دون التفريق على أي أساس كان؛ جسدياً أو نفسياً أو عقلياً.
ومع نشوء الأمم المتحدة أخذت قضية المرأة بعداً أممياً، وقد بدأ اهتمام الأمم المتحدة بالمرأة منذ عام 1946م حين أنشئت لجنة مركز المرأة وخلال جميع الاتفاقيات والصكوك والإعلانات الأممية التي تلت ذلك كانت حقوق المرأة حاضرة نظريا ًوعملياً أو هي محور المداولات والحوارات، وقد عقد أول مؤتمر عالمي بشأن المرأة في عام 1975م في المكسيك، تحت عنوان: المساواة والتنمية والسلم، واعتبر ذلك العام حينها (العام العالمي للمرأة)، وكان المؤتمر بمثابة انطلاق مشروع عولمة الحركة النسوية حيث تتالت المؤتمرات:
ـ مؤتمر (القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة).
ـ المؤتمر الثاني لعقد الأمم المتحدة للمرأة: المساواة والتنمية والسلم.
ـ المؤتمر الثالث كان عام 1985م في كينيا وحمل نفس الإسم، وتم الاتفاق على ما سمي باستراتيجيات نيروبي للنهوض بالمرأة.
ـ وفي عام 1995م عقد المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة في بكين عاصمة الصين.
ـ وفي عام 2000م عقد المؤتمر الخامس في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية الذي أعلن الأمين العام بياناً يساوي (المتزوجين الشواذ بالتقليدين).
وقد أثر على مسار الحركة النسوية شيوع عدد من الأفكار والمذاهب في الحياة الغربية منذ عصر النهضة ثم التنوير ثم الحداثة وما بعدها، فكانت الأنثوية جزء وليداً لهذه المنظومة الفكرية، ومن تلك الأفكار:
1- العلمانية: بمعنى تغليب العقل البشري على النقل الإلهي ورفض الدين كمرجعية عليا للقطع في الأمور.
2- العقلانية: وهي صنو العلمانية وفلسفتها الجوهرية ونتيجة طبيعية لها، لأنه بعد رفض الدين كمرجعية ومصدر للمعرفة والاعتقاد والتشريع، كان البديل متمثلاً في تأليه العقل الإنساني وتمجيده .
3- المادية: ومن مظاهرها رفض الغيب، وكل ما لا يدخل في دائرة الحواس.
4- الفردية: ويقصد بها تمجيد الفرد كحقيقة منفردة وحيدة تعتبر نفسها مركز جميع الأشياء.
5- النفعية ومذهب اللذة: وهي سمة من سمات الفرد والمجتمع الغربي، وهي نزعة قديمة في الفكر الفلسفي الغربي تعود إلى قرون ما قبل الميلاد، عند الفيلسوف اليوناني (أبيقور) الذي نادى بأن الخير هو اللذيذ، وأي فعل يعتبر خيّراً بمقدار ما يحقق لنا من لذة!
6- العبثية والتشكيكية :يقول (تشارلز فرانكل): “ففي الثقافة الحديثة كل شيء نسبي وليس ثمة شيء مطلق، فليس لنا مبادئ أولية، ولا قيم نهائية، ولا عقائد راسخة لا فكاك منها، ولا إيمان بوجود معنى غنائي للحياة.”
7- الصراعية: لقد كان الفكر الغربي منذ نشأته الأولى زمن اليونان مبنياً على أساس مبدأ الصراع، وعدم الانسجام، وخلق التناقض بين الأشياء، بدل إدراك أوجه التكامل والتشابه، وقد بني على أن الثنائيات الموجودة في العالم لا مجال لتعايشها وتكاملها، بل لا بد من الصراع حتى يكون البقاء للأصلح والأقوى.
8- الجنسانية: وتعني (جعل المتعة الجنسية غاية عليا)، وجذور الفكرة الجنسانية ترجع إلى زمن اليونان وتحديداً إلى أفكار أفلاطون، الذي دعا في جمهوريته إلى: “أن نساء محاربينا يجب أن يكنّ مشاعات للجميع، فليس لواحدة منهن أن تقيم تحت سقف واحد مع رجل بعينه منهم، وليكن الأطفال -أيضاً- مشاعين بحيث لا يعرف الأب ابنه، ولا الابن أباه .”
غير أن هذا لم يكن هدف الجميع من الدعوة إلى تمكين المرأة من حقوقها؛ بل كان وراء الحركة النسوية كذلك الرغبة الجامحة في الاستمتاع الجنسي وقضاء الشهوة دون أي قيد كان؛ فالمناداة بحق المرأة في إطلاق رغباتها الجنسية، والحب الحر، وممارسة الشذوذ بكافة أشكاله وصوره، والزواج المثلي.. وما تبع ذلك من حقوق الإجهاض ورفض الرضاعة والحضانة والتربية.. كان هدفه في الغالب تحقيق مآرب شخصية أو أغراض مشبوهة.