هذيان.. أحمد عصيد! ذ. عبد الكريم القلالي

طالما طلب مني بعض الأجلاء كتابة مقال للرد على “أحمد عصيد” فيما يثيره من تناقضات يهرف فيها بما لا يعرف، فكان جوابي: أنه لا يستحق، وما زلت مقتنعا بذلك؛ لكونه لا يفقه شيئا فيما يثيره من شبهات قديمة عن الإسلام يرددها ولا يفهمها، لجهله المطبق بشريعة الإسلام، وعدم أهليته من الناحية العلمية للخوض في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، ولا يجيد سوى انتزاع نصوص من هنا وهنالك يفتقر فهمها، ويسيء تنزيلها، ولو تم الرد عليه بشكل علمي موضوعي؛ فإنه قد لا يعي مثل تلك الردود؛ لكون فهمها يستلزم توفر شروط وأدوات فهم الخطاب الشرعي، غير أنه لما تطاول هذه المرة، على سيد البشر ورماه بالإفك والزور والبهتان، وقد فعل ما هو أكبر من قبل ونطق بما نطق به من السفه والزبد، اقتضى المقام بيان حقيقته وكشف ترهاته، وما ينبغي أن يسلك مع أمثاله.
فعصيد حري به أن يمسك “بالبندير” ويرافق رفقاءه “الغياطا” http://www.youtube.com/watch?v=PqIHBxUvPb8
لينسج معهم الغناء ويهتز رقصا وطربا مع الراقصات؛ فذاك مجاله الأليق به وميدانه الذي قد يجيد فيه، وقد ظهر في مشاهد من قبل دلت على ملاءمة هذا المجال له؛ وهذا المقطع مثال على ما أقول: http://www.youtube.com/watch?v=zzyxkGK1tYA
ومتتبع مقالاته يلفيها خاوية على عروشها، أفكارها أضغاث أحلام ونسج خيال، لا صلة لها بفكر أو واقع، وما يكتبه لا ينبني على برهان أو حجة أو شبهة، بيد أنه وجد من يتعهده بالتلميع تارة وبالنفخ تارة، وحل في ندوات بشبهاته المزعومة، ليلد كل مرة مولودا مشوها؛ يجمع ماءه من هنا وهناك؛ وينسج به خليطا من الرؤى والأفكار التي لا تستقيم عند ذوي البحث والموضوعية، ويربؤون بأنفسهم عن الخوض فيما يخوض فيه، ويبدو أنه سحيق عن الحقيقة العلمية غير محرج من ترويج الزور والبهتان..
وما صدر عنه هذه المرة من وصف لرسائل النبي صلى الله عليه وسلم بأنها تهديدية إرهابية، سلسلة تندرج ضمن حلقات مكره وكيده للإسلام، متسترا تحت شتى الجلابيب.
وسفهه ينبئ عن حقيقته التي طالما حاول إخفاءها على قرائه، فكل إناء بما فيه ينضح؛ فإناء العسل ينضح عسلا؛ و إناء السم ينضح سما؛ وإناء الحقد ينضح حقدا، وعصيد من الأواني التى تنضح حقدا وتدليسا، وقد غرته مقدرته على التخفي وإخفاء حقده الدفين للإسلام، فراح يعيش دور المدافع عن الحقوق والحريات تارة، وتارة كالحرباء، حاملا أدوات لا يفقه منها سوى السب والشتم قافزا بين الجاهلين بحقيقة الإسلام والحاقدين عليه، نافثا زفرات حقده أحيانا ومعوضا عقد نقص أحيانا أخرى.
ومن نظر فيما يكتبه يرى أن كلامه يقتصر على الأذى والشتيمة والجفاء، وانتحال أفكار اللادينين، وإن لم يتأدب بآداب بعضهم؛ فمرة يزعم أن بعض الأحكام الواردة في القرآن غير صالحة لهذا الزمان؛ ويعلن عداءه الصريح لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومرة يسخر من الأحكام الواردة فيهما، زاعما أن ما يصلح من الأحكام هو ما يمليه عليه أسياده من العلمانيين الذين يستقي من كتبهم شبها مستهلكة قيلت ولطالما تكررت.
كما لا يخفي حقده على اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن، وتجده متلقفا للشبه الواردة الرامية إلى تفكيك المجتمع، وتشكيكه في مبادئه وثوابته الأخلاقية، وهذه أمور ليست وليدة اللحظة، بل هي قديمة في التاريخ ظهرت بظهور الإسلام، ومستمرة استمرار الصراع بين الحق والباطل.
وعصيد لم يثر ما هو علمي ولا استند يوما على حجة أو شبهة، حتى يمكن الرد عليه بالأدلة والبراهين، وكلامه هراء في هراء ورمي للكلام على عواهنه، كعامي ينطق بما عنَّ له وجادت به القريحة.
ولما يثير عصيد قضايا أو شبها علمية حينها سيكون الرد عليه علميا أيضا…
وخير ما يمكن الختم به في هذا المقام قول الله عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) (الأحزاب:57_58) !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *