التآمر الأمريكي الأوربي على الثورة السورية

لا يشك مسلم مؤمن عاقل بالعداء الشديد الذي يضمره اليهود والنصارى للإسلام والمسلمين، ذلك العداء الذي أخبرنا الله تعالى عنه في القرآن الكريم بقوله: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِير} البقرة/120.
ولم يعد يشك مسلم عاقل اليوم، في مدى التآمر الأمريكي الأوربي على الثورة السورية، تلك المؤامرة الخبيثة التي باتت معالمها واضحة تمام الوضوح، حيث بدأت بالوعود الكاذبة لثوار سوريا بالوقوف إلى جانبهم في ثورتهم على الظلم والديكتاتورية، حتى إذا حمل الثوار السلاح للدفاع عن أنفسهم، بعد أن أوغل بشار في غيه وجوره، وراح يحصد من أرواح أهل السنة المئات كل يوم، تراجع الغرب والأمريكان عن وعودهم، وراحوا يماطلون ويسوفون بالحل، بعد أن ظهرت بوادر ظهور جيش إسلامي سني في سوريا.
لقد باتت الكتائب والألوية السورية المجاهدة، تشكل أرقا وقلقا متزايدا لكل العالم، بدء من الروس وإيران، مرورا بإسرائيل والأمريكان والأوربيين، وانتهاء ببعض الأنظمة العربية، خاصة بعد أن تمكن الثوار من الحصول على أسلحته من الغنائم التي يجنوها من جيش بشار المنهار.
ومنذ ذلك الوقت والجميع يحاول احتواء الثورة السورية، أو إثارة الفتنة بين كتائبها وألويتها المقاتلة، ومنذ إدراج جبهة النصرة على قائمة الإرهاب الأمريكية، وهذه المحاولات لم تهدأ مطلقا.
وتعتبر زيارة السيناتور الأمريكي جون ماكين لبعض المعارضين داخل سوريا واحدة من هذه المحاولات، حيث كشفت مصادر مطلعة أن السيناتور الأميركي جون ماكين الذي دخل إلى سوريا وعقد لقاءات مع قيادات في الجيش السوري الحر قد ركز على خطورة دور إيران وحزب الله في التأثير على المواجهات المشتعلة.
وقد التقى ماكين بثلاث مجموعات من المعارضة العسكرية، بعضهم جاء من مدينة القصير، فيما تشير المصادر إلى أن المعارضة السورية قد حصلت منه على وعود بشأن تسليح المقاتلين، وركزت على ضرورة شن غارات جوية على أهداف عسكرية لميليشيات بشار الأسد.
وكشفت المصادر أن ماكين دخل من الحدود الشمالية وعبرَ مسافة 1500 متر داخل الحدود، قبل أن يجتمع مع 18 عنصرًا من قيادات الجيش الحر بالإضافة إلى رئيس المجلس العسكري الأعلى سليم إدريس.
إن أولى المخاوف من هذه الزيارة، أن تكون محاولة أمريكية لضرب قوى المعارضة بعضها بالبعض الآخر لتصفيتها، من خلال تحريض الجيش الحر على جبهة النصرة، بدعوى المخاوف من وصول الأسلحة الأمريكية لهم ولأمثالهم، بينما الحقيقة أن الأمريكان لن يدعموا بالأسلحة إلا من سيكونون أتباعهم وأذنابهم في المستقبل، ومن ثم ضرب المعارضة السورية بعضها بالبعض الآخر، من خلال تحريض القوى العلمانية في المعارضة السورية لتنحية كل مظهر من مظاهر الإسلام في هذه الثورة، وهو ما يحصل في هذه الأثناء في اجتماعات الائتلاف الوطني السوري المعار في اسطنبول بتركيا.
وما يؤكد المخاوف والريبة من زيارة ماكين لسوريا، ما نشر سابقا من تقارير إخبارية عديدة، عن طائرات استطلاع أمريكية لضرب معاقل مجاهدي المعارضة السورية الإسلامية، ثم لماذا فكر أمثال ماكين بزيارة سوريا والمعارضة الآن، وقبل أيام من إعلان موعد اجتماع ومؤتمر جنيف2؟!
وقد حذر الأمين العام لرابطة علماء المسلمين فضيلة الشيخ ناصر بن سليمان العمر مجاهدي الشام من كيد أعدائهم بهم لإفشال جهادهم والإيقاع بهم وجعل بأسهم بينهم، كما فعلوا ذلك سابقا مع مجاهدي العراق من خلال ما يسمى بالصحوات.
ويأتي قرار الاتحاد الأوربي بقرار رفع حظر تصدير السلاح إلى سوريا مع وقف التنفيذ حتى غشت القادم ضمن هذا السياق، فمن يقرأ بنود القرار يشم منه رائحة الخديعة والخداع، فقد صرحت كل من النمسا والسويد وبلجيكا وهولندا عدم نيتها تصدير السلاح لثوار سوريا، بينما تم وقف تنفيذ القرار إلى ما بعد 1 غشت من العام الجاري، مما يؤكد أن القرار ما هو إلا تأييد لمؤتمر جنيف2، والضغط من خلال مثل هذا القرار على المعارضة السورية لقبول المشاركة فيه.
ومن المعلوم أن مؤتمر جنيف2 ما هو إلا غطاء دولي لاحتواء الثورة السورية الإسلامية والقضاء عليها، ومن يسمع بنود وجدول أعمال هذا المؤتمر الذي اتفق عليها كل من جون كيري وزير الخارجية الأمريكية ولافروف وزير الخارجية الروسية في باريس، لا يشك بأن المؤتمر خديعة كبيرة لثوار سوريا، ومحاولة لإجهاض الثورة السورية، بل ومحاولة للإبقاء على بشار الأسد أكبر مدة ممكنة.
صدق الله تعالى القائل: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} الأنفال/30.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *