حديث: “أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ولد بشرت به ثويبة عمه أبا لهب، وكان مولاها فأعتقها.. فلم يضع الله ذلك له، وسقاه بعد موته في النقرة التي في أصل إبهامه… وأن العباس قال: لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال، فقال: ما لقيت بعدكم راحة إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين”.
درجته: ضعيف.
العيني في عمدة القاري 95/20، وإسماعيل الأنصاري في القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل 84/87 من وجوه أربعة فلتنظر.
التعليق: قال بن حجر في الفتح 9/181: “إن الخبر مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدثه به، وعلى تقدير صحته فالذي في الخبر رؤيا منام فلا حجة فيه…اهـ.
كما أن هذا الخبر استدل به من أجاز الاحتفال بالمولد النبوي قائلا: فمادام هذا حال كافر استفاد بسبب فرحه بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف حال من يفرح ويحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم وهو مسلم يعبد الله؟
ولم ير دليل أوهى من هذا الدليل، فرائي مجهول والمرئي المخبر كافر لعنه الله ومتى كانت الأحلام دليلا على اثبات حكم شرعي؟ يقول الله عز وجل: “تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ”.
حديث: “ولدت في زمن الملك العادل” وفي لفظ “بعثت..”.
درجته: لا أصل له.
انظر: المصنوع390، المقاصد 1271، الخفا 2927/2، مختصر المقاصد 1170، الدرر 435، تمييز1558، الفوائد 1025، تحذير المسلمين 735، الضعيفة 997/2.
التعليق: لا يجوز أن يسمي رسول الله من غيَّر حكم الله تعالى عدلا ولم تكن الفرس تدعي أن سيرة ملوكها وحي من الله تعالى.
فلعل في كلام هؤلاء عبرة لمن اغتر بالرفاه الذي يعيش فيه الغربيون، فتراه يصف دولهم عادلة إذا ما قارنها بأوضاع المسلمين في ديارهم التي لا يحكم فيها بما أنزل الله عز وجل.
حديث: “رهبانية أمتي القعود في المساجد”.
درجته: لا أصل له.
انظر تخريج أحاديث الإحياء 3824/6، خفا1406/1، الموضوعات في الإحياء 259، إصلاح المساجد 169.
حديث: يُذكر عن عبد الله بن مسعود -رضيَ اللهُ عنه- أن النبيَّ -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- قال: “إذا انفلتتْ دابة أحدكم بأرضٍ فلاة؛ فلينادِ: “يا عبادَ الله احبِسوا عليَّ، يا عبادَ الله احبِسوا عليَّ؛ فإن لله في الأرض حاضرًا مثله سيحبسه عليكم”.
درجته :ضعيف.
“السلسلة الضعيفة”، برقم:65.
التعليق: قال الحافظ السخاوي في “الابتهاج بأذكار المسافر والحاج” ص:39:” وسندُه ضعيف؛ لكن قال النووي: إنه جرَّبه هو وبعض أكابر شيوخه”.
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: العبادات لا تؤخذ من التجارب، سيما ما كان منها في أمر غيبي -كهذا الحديث-؛ فلا يجوز الميل إلى تصحيحه بالتجربة، كيف وقد تمسَّك به بعضُهم في جواز الاستغاثة بالموتى عند الشدائد، وهو شركٌ خالص، والله المستعان.
وما أحسن ما روى الهروي في “ذم الكلام” أن عبد الله بن المبارَك ضلَّ في بعض أسفارِه في طريق، وكان قد بلغَه أنَّ مَن اضطُر (كذا الأصل، ولعل الصواب: ضلَّ) في مفازة فنادى: “عباد الله أعينوني!”؛ أُعينَ. قال: فجعلتُ أطلب الجزء أنظر إسناده.
قال الهروي: فلم يستجزْ أن يدعو بدعاء لا يرى إسنادَه.
قال الشيخ الألباني: فهكذا فلْيكن الاتِّباع.
ومثله في الحُسن ما قاله العلامة الشَّوكانيُّ في “تحفة الذَّاكِرين” (ص:140) -بمثل هذه المناسبة-:
” وأقول: السُّنَّة لا تثبت بمجرد التجربة، ولا يخرج الفاعل للشيء معتقدًا أنه سُنَّة عن كونِه مبتدِعًا.
وقبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابتٌ عن رسولِ الله -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم-، فقد يُجيب اللهُ الدُّعاءَ مِن غيرِ توسُّل بِسُنَّة، وهو أرحم الرَّاحِمين، وقد تكون الاستجابةُ استدِراجًا”. نقلا عن: أحاديث منتشرة لم تثبت في العقيدة والعبادات والسلوك؛ لأحمد بن عبد الله السلمي. بتصرف.