حارس ومحروس.. في قاعة الامتحان شعر: عبد المجيد أيت عبو

دقت ساعة الامتحان.. وجاء الموعد المرتقب.. الكل متأهب.. كل أحضر من أسلحته ما يقاوم به أسئلة الامتحان.. يجلس التلاميذ منتظمين في مقاعدهم.. ثم يدخل الأستاذ المكلف بالحراسة فيتوجه إلى التلاميذ بهذا الخطاب:

غُضُّوا العُيُونَ فَإِنَّ الفَرْضَ مَحْرُوسُ وَالنَّقْلُ فِي هَذِهِ الأَجْوَاءِ مَحْبُوسُ
وَيُمْنَعُ الْهَاتِفُ النَّقَّالُ أَجْمَعُهُ أَوْ لَوْحَةٌ فِيهَا مَا تُخْفِي الكَرَارِيسُ
وَلاَ جِهَازٌ لِتَسْجِيلٍ بِهِ اتَّصَلَتْ سَمَّاعَةُ الأُذْنِ أَوْ غِشٌّ وَتَدْلِيسُ
نَقُّوا القِمَطْرَ مِنَ الأَوْرَاقِ وَاعْتَمِدُوا عَلَى الْمَهَارَاتِ فَالأَوْرَاقُ تَكْدِيسُ
تَجَرَّدُوا مِنْ قُصَاصَاتٍ مُهَيَّأَةٍ فَلاَ كِتَابٌ وَلاَ بَحْثٌ وَقَامُوسُ
وَالوَاجِبُ الصَّمْتُ دُونَ الْهَمْسِ بَيْنَكُمُو إِنْ دُقَّ لِلْمَوْعِدِ الْمَحْسُومِ نَاقُوسُ
فَقَالَ مِنْهُمْ جَرِيءٌ: يَا مُعَلِّمَنَا إِنْ غَابَتِ النَّقْلَةُ اخْتَلَّتْ مَقَايِيسُ
مَدَارِسُ الشِّعْرِ فِي أَفْهَامِنَا ازْدَحَمَتْ ذَاتٌ، وَكَسْرٌ، وتَجْدِيدٌ، وَتَأْسِيسُ
تَدَاخَلَ الرَّمْزُ وَالأَحْلاَمُ وَالشُّعَرَا شَوْقِي، وَإِلْيَا، وَعِشْتَارٌ، وَيُولْسِيسُ
كُلُّ التَّوَارِيخِ وَالأَحْدَاثِ قَدْ طُمِسَتْ أَنْسَتْ مَعَالِمَهَا فِينَا التَّضَارِيسُ
عِنْدَ التَّفَلْسُفِ أُطْرُوحَاتُنَا اضْطَرَبَتْ دَرْبُ الْمَقُولاَتِ مُخْتَلٌّ وَمَعْكُوسُ
وَالإِنْجَلِيزِيَّةُ اغْتَمَّ الْجَمِيعُ لَهَا دُقَّتْ كَمَا دُقَّ فِي الأَكْتَافِ دَبُّوسُ
نَظَلُّ نَحْفَظُ لِلإِنْشَاءِ نُلْصِقُهُ نَلُوكُ أَلْسُنَنَا وَالْحَظُّ مَنْحُوسُ
نُفُوسُنَا مِنْ رُكَامِ العِلْمِ قَدْ سَئِمَتْ وَفِي الظُّهُورِ مِنَ الأَتْعَابِ تَقْوِيسُ
الْحِفْظُ وَالفَهْمُ والإِعْدَادُ أَرَّقَنَا وَفِي التَّحَارِيزِ تَرْوِيحٌ وَتَنْفِيسُ
فَغُضَّ طَرْفَكَ عَنَّا يَا مُدَرِّسَنَا فَالكُلُّ مِنْ جِنِّ هَذَا النَّقْلِ مَلْبُوسُ
وَاللهُ يَجْزِيكَ إِنْ أَسْدَيْتَ مَكْرُمَةً وَبَاذِلُ الْخَيْرِ بِالْخَيْرَاتِ مَحْرُوسُ
قَالَ الْمُدَرِّسُ مَا فِي الغِشِّ مَكْرُمَةٌ فَمَا أَجَازَتْ لَنَا الغِشَّ النَّوَامِيسُ
وَمَا ادَّعَيْتَ مِنَ الأَعْذَارِ أَجْمَعِهَا شَكْوَى يُرَدِّدُهَا قَوْمٌ مَفَالِيسُ
وَمَنْ يُؤَمِّلُ أَحْلاَمًا بِنَقْلَتِهِ أَغْرَاهُ بِالأَمَلِ الْمَوْهُومِ إِبْلِيسُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *