من الأعراف المستقرة في العلاقات الدولية، أن الانتخابات النيابية التي تجري في إحدى الدول، هي شأن محلي 100%، إلا إذا كانت الانتخابات مسرحية هزلية مسبقة الإعداد، فترفع المنظمات الحقوقية صوتها بالنكير على الطغاة محترفي التزوير..
الانتخابات البرلمانية التركية التي أُعلنت نتائجها النهائية قبل 48 ساعة رسمياً، انتخابات نزيهة وشفافة بشهادة القاصي والداني.. ولذلك كان من النشاز انشغال عواصم قريبة وبعيدة بها انشغالاً مَرَضياً، وبخاصة من الحاقدين على شخص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي قاد تركيا على مدى 13 سنة، فقفز بها من حضيض المرتبة 116 بين الدول إلى الرقم 17!!
المضحك المبكي في العرس الزائف الذي جمع الإخوة الأعداء، أنه ليس من بينهم دولة ديموقراطية:
– روسيا: التي يحكمها بوتن مستبداً بمساعدة الجيش والمخابرات ومافيات المخدرات وتجارة الأعراض..
– إيران: التي يتمتع مرشدها الأعلى بسلطات تشبه سلطة بابوات الفاتيكان في القرون الوسطى..
– مصر: حيث يحكم رئيس جاء بانقلاب عسكري اختلف عن تاريخ الانقلابات بطريقة إخراجه الهوليوودية.
– سوريا: الجمهورية التي يتفرد بها طاغية ورث البلد عن أبيه الطاغية.. وفي يده جميع السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية: يعيّن من شاء كيف شاء وأين شاء ويعزل من يريد وقد يسجنه أو يقتله.. ولذلك دمّر البلاد وهجّر ثلثي أهلها بلا حسيب ولا رقيب..
– الكيان الصهيوني: وفيه “ديموقراطية” عنصرية تلمودية مفصّلة على قياس اليهود..
هؤلاء هم الذين ابتهجوا بما رأوا فيه “هزيمة نكراء” لأردوغان الذي يغيظهم بإنجازاته وأفعاله وسياساته وأقواله، مع أن حزبه ما زال يتصدر الأحزاب في البرلمان الجديد، بنسبة تقارب نصف عدد مقاعده!!
من الواضح أن الحلفاء الذين تظاهروا بالعداء المفترى عشرات السنين، تجاوزوا مرحلة التقية والتحالفات السرية، فلم يعودوا يبالون بالتقاء ضغائنهم على تركيا، وإلا فبأي منطق يستوعب أتباع خامنئي وبشار وحزب اللات أنهم الوحيدون في العالَم كله، الذين يشاطرون الصهاينة كراهيتهم للأتراك وليس للرئيس وحزبه فحسب؟
أما الدول الغربية الأعرق في ديموقراطيتها والأشد دهاء في السياسة، فهي تشاطر أولئك الشامتين السخط من الرجل ومن حزبه ومن كل إسلامي يعمل في الشأن العام، لكنها أكثر احتراماً لنفسها، فهي لا تريد أن تضع بين يدي خصومها دليلاً جديداً على انتقائيتها ومكاييلها التي تتبع مصالحها وأهواءها.. جميع تلك الدول تصرفت على أساس أن هذه الانتخابات تهم الشعب التركي وتخصه وحده!
للتسلية لا أكثر هذه نماذج من تعليقات الرعاع:
– الانتخابات التركية تذل أردوغان وحزبه (أبواق الأسد)
– أفاد تقرير للموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية أن مسؤولين بالقدس لم يخفوا سعادتهم بهذه النتيجة، التي تعني أن حزب أردوغان تلقى ضربة في الانتخابات البرلمانية، فيما عبر خبراء في الشأن التركي عن اعتقادهم بأن “أردوغان قد يضطر لتخفيف حدة خطابه تجاه “إسرائيل!”
– حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تلقى نكسة كبيرة؛ وسط دعوات لانتخابات مبكرة، في وقت هبطت بورصة إسطنبول عند الافتتاح بينما تراجعت الليرة التركية إزاء الدولار واليورو غداة الانتخابات التشريعية.
قناة العالَم الإيرانية
– كتبت إسراء أحمد فؤاد ذكرت وكالة جيهان التركية أن المؤسسات الإعلامية ووكالات الأنباء الموالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حاولت التلاعب في نتائج الانتخابات الأولية للانتخابات البرلمانية، التي أجريت أمس الأحد!!
من أبواق النظام المصري
– نكسة كبيرة تعرض لها حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم في الانتخابات البرلمانية بخسارته الأغلبية التي احتفظ بها منذ 13 سنة ما يقوض آمال الرئيس رجب طيب أردوغان بتعزيز حكمه المطلق.
قناة روسيا اليوم
– إنهم- تعني: الناخبين الأتراك أوقفوا أردوغان عند حده، ولم يمنعهم إرهابه من ممارسة حقوقهم والقول لا لطموحاته وسياساته…. وخلصت الصحيفة إلى تشبيه هذه النتائج بـ (الربيع العربي إلى حد كبير)!
منذر الأسعد