– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِكُمْ وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ).
قال السندي: (أكلة السحر) بضم الهمزة: اللُّقمة، وبالفتح للمرَّة وإن كثُر المأكول كالغداء والعشاء، قيل: والرواية في الحديث بالضمِّ، والفتح صحيح.
قال النووي: وأكلة السحر هي السحور وهي بفتح الهمزة هكذا ضبطناه وهكذا ضبطه الجمهور وهو المشهور في روايات بلادنا وهي عبارة عن المرة الواحدة من الأكل كالغدوة والعشوة وإن كثر المأكول فيها وأما الأكلة بالضم فهي اللقمة الواحدة.
وادعى القاضي عياض أن الرواية فيه بالضم، ولعله أراد رواية أهل بلادهم فيها بالضم، قال: والصواب الفتح، لأنه المقصود هنا .
– قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عَلَيْكُمْ بِغَدَاءِ السُّحُورِ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَدَاءُ الْمُبَارَكُ).
الْغَدَاءُ بالفتح والدال: طعام الغدوة الذي يؤكل أول النهار، فسمي السحور غداء لأنه للصائم بمنزلته للمفطر.
أما الغِذاء بالكسر والذال فهو ما يُتَغَذَّى به، ويكون به نماء الجسم وقوامه من الطعام والشراب.
(الغَدَاء) هو اسم يطلق على الوجبة التي نتناولها وقت الظهر.
بينما (الغِذاء( اسم يطلق على كل طعام أو شراب فيه فائدة لأجسامنا دون وقت معين.
قال تعالى: (فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً) الكهف:62.
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ).
جُنَّةٌ بالضم مانع وسترة ووقاية من النار. أما بالفتح فغير ذلك.
قال النووي: هو بضم الجيم ومعناه سترة ومانع من الرفث والآثام ومانع أيضا من النار.
قال ابن رجب الحنبلي: فَالْجُنَّةُ: هي ما يَسْتَجِنُّ به العبدُ، كَالْمِجَنِّ الذي يقيه عند القتال من الضرب، فكذلك الصيام يقي صاحبه من المعاصي في الدنيا.
– قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لا عِدْلَ لَهُ).
(عِدْل) يكررها البعض بلا عَدل له.
قَالَ الْفراء: العَدْل: مَا عَادلَ الشَّيْء من غير جنسِه. والعِدْل: المِثل.
لا عِدْلَ له: قيل: هو بفتح العين وكسرها، بمعنى المِثل، ومنهم من فَرَّق بين الكسر والفتح، فقال: بالفتح: ما عادَلَه من جنسه، وبالكسر: ما ليس من جنسه، وقيل: بالعكس، وقيل: بالفتح: المثل، وبالكسر: ما يوازنه.
والمقصود أن كلمة (عَدْل) بالفتح معناها (قيمة الشيء) وكلمة (عِدْل) معناها (مثل الشيء).
على حد قول القائل:
والعِدْل إن كسرت فهو المِثْلُ — وقيمة الشيء بفتح عَدْلُ
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذا رأيْتُمُوه فصُومُوا، وإذا رأيتموه فأفطِرُوا، فإن غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا له).
(غُمَّ) يضبطها بعض الناس بالفتح (غَمَّ).
(غُمَّ) بالضم والتشديد تعني حال بينكم وبين الهلال غيم فحجب عنكم رؤيته، والفعل مبني للمجهول.
قال الحافظ العراقي: غم عليكم بضم الغين المعجمة وتشديد الميم أي الهلال، معناه حال بينكم وبينه غيم، يقال غم وأغمي وغمي وغمي بتخفيف الميم وتشديدها والغين مضمومة فيهما.
وهكذا يضبطه أهل الحديث بالضم في الغين والتشديد والفتح في الياء.
– قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس من البِرّ أن تصوموا في السفر).
كلمة (البِرّ) بالكسر ينبغي ضبطها حتى لا تشتبه مع البَرّ بالفتح والبُرّ بالضم.
فالبِرّ بالكسر فهو الصدق والطاعة والصلاح، قال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} البقرة:44.
أما البَرّ فهو اليابسة بخلاف البحر، قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} الروم:41. والبَرّ اسم من أسماء الله الحسنى {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} الطور:28.
والبُرّ بالضم: الحنطة والشعير.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.