رغم المعاملة الحسنة التي أبداها أهل السنة دوما للشيعة في بلادهم، ورغم إعطائهم جميع حقوقهم في كل من دول الخليج وبلاد الشام وغيرها من الدول العربية والإسلامية، إلا أن إيران كانت دائما جاحدة للفضل ناكرة للجميل، تظهر الود والتعايش لأهل السنة، وتبطن لهم الحقد والبغض والكراهية، من خلال مبدأ التقية المعروف عندهم .
وعلى مدى عقود من الزمان خلت، وتحديدا بعد الثورة الخمينية في إيران، والتمدد الشيعي الإيراني في الدول العربية السنية يزداد يوما بعد يوم، لأهداف وأغراض سياسية ودينية، باتت في الآونة الأخيرة ظاهرة واضحة، من خلال حملة التشيع الكبرى التي تقودها إيران في المنطقة السنية، إضافة للأغراض السياسية التوسعية الإيرانية .
لقد ظهرت أكذوبة عدم التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول السنية منذ زمن طويل، فها هي إيران تسارع إلى التدخل في لبنان، من خلال زرع حزب شيعي هناك (حزب الله)، بات اليوم يتحكم بسياسة الدولة اللبنانية.
إضافة إلى التدخل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية العراقية، ومساهمتها الجوهرية في دخول الاحتلال الأمريكي إلى العراق، ناهيك عن التدخل الأخير في الشؤون السورية، من خلال مساندة بشار في قتله للشعب السوري، ودخول الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية في الحرب الدائرة في سوريا.
وها هي إيران اليوم تعترف بالمهمة الرئيسية للأقليات الشيعية في دول الخليج، من خلال تهديدها اليوم باستهداف دول الخليج عموما، والمملكة العربية السعودية ومصالحها خصوصا، عبر تنفيذ عمليات إرهابية فيها، بواسطة الأقليات الشيعية الموجودة هناك .
فقد هدَّدت إيران عبر وسائل إعلامها بتفجير الأوضاع بالمنطقة، وباستهداف السعودية ومصالحها عبر عمليات انتحارية إرهابية، يقوم بها حلفاؤها المدعومون منها في المنطقة، من (حزب الله) اللبناني و(حزب الله) العراقي، إلى الحوثيين في اليمن، في حال تعرَّضت سوريا لضربات عسكرية غربية.
وبحسب صحيفة سبق، فقد هدَّد (حزب الله) العراقي المدعوم من إيران، في بيانٍ له بالقيام بعمليات إرهابية داخل السعودية، عبر استهداف الموانئ وآبار النفط والمصالح الاقتصادية السعودية، والمقار الأمنية عبر عمليات إرهابية انتحارية .
وهدَّد الحزب باستهداف العاصمة السعودية والمصالح الأجنبية داخل السعودية عبر عمليات مفاجئة وكبيرة؛ على حد وصف البيان.
كما هدَّدت المعارضة البحرينية المقيمة في إيران بتصعيد عملياتها في البحرين، معلنة استخدام الوسائل الممكنة في ذلك، وهو ما ظهر جليًّا في اليومين الماضيين في تفجير سيارتين مفخختين، ما أدى إلى إصابة ثمانية أفراد من رجال الأمن في البحرين.
وقد وضعت صحيفة (يو إس توداي) الأمريكية خمس مخاطر في حال معاقبة سوريا على جرائمها في حق المدنيين؛ أبرزها ردة فعل إيران وتهديها أنظمة الخليج العربي.
لقد بات واضحا أن الأقليات الشيعة في دول الخليج، يشكلون الطابور الخامس الذي يخدم مصالح إيران وينفذ أجنداتها، وأن إيران تعتبر نفسها الراعي الرسمي لهذه الأقليات، والمدافع عن مصالحهم والحامي لها، مما يعيد إلى الذهن الطريقة الاستعمارية القديمة الحديثة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية .
فإلى متى ستبقى إيران تستغل الأقليات لأهداف سياسية؟!
مركز التأصيل للدراسات والبحوث