أكدت وثائق حكومية أمريكية أن منظمة “مايكل منير” -الذي حشد الأقلية القبطية الأرثوذكسية ضد الرئيس مرسي- تلقت 873.355 دولار في 2011، وتلقى محمد عصمت السادات عضو حزب الإصلاح والتنمية 265.176 دولار من الولايات المتحدة.
من أبرز المعارضين للرئيس المنتخب محمد مرسي والمستفيدين من التمويل الأمريكي الذين دعوا إلى عزله بالقوة: “جبهة الإنقاذ الوطني”، وهي الجبهة التي دعمت حملات احتجاج واسعة في الشوارع وتحويلها إلى عنف ضد الحكومة المنتخبة.
وتظهر وثائق الاتحاد الفيدرالي الأمريكي -وفقا للتحقيق الذي نشره موقع الجزيرة الإليكتروني باللغة الإنجليزية- أن منظمة إسراء غير الحكومية، (الأكاديمية المصرية الديمقراطية)، كانت من بين مجموعات الدول الأخرى التي تم تمويلها من برنامج “مساعدة الديمقراطية”، حيث تلقت المنظمة 75.000 دولار عام 2011.
وقد حرضت إسراء عبد الفتاح الناشطين لمحاصرة المساجد والدعاة والشخصيات الدينية الذين دعموا الدستور المقترح، وذلك قبل طرحه للاستفتاء العام، واستمر حصار المساجد منذ ذلك الحين، مما أدى إلى العديد من الاشتباكات راح ضحيتها الكثير ممن يدافعون عنها.
وقال سعد الدين إبراهيم المعارض لنظام مرسي: “أخبرتنا الولايات المتحدة أنها إذا رأت احتجاجات كبيرة في الشوارع ضد مرسي لمدة أسبوع، فسوف تعيد النظر في سياستها الحالية تجاه النظام والإخوان”.
واجتهدت إسراء عبد الفتاح وأخذت تجوب شوارع مصر لحشد الدعم لحزبها حزب الدستور، الذي يتزعمه محمد البرادعي، الشخصية الأكثر بروزا في جبهة الإنقاذ -قبل استقالته-. وقالت إنها قدمت الدعم الكامل لاستيلاء الجيش على السلطة، وحثت الغرب على ألا يعترف بأن هذا يعد انقلابا.
وصرحت إسراء لبعض الصحف قبل الانقلاب العسكري ضد الرئيس مرسي بعدة أسابيع أن “30 يونيو هو آخر يوم في عهد مرسي”.
وقد أثار إرسال أموال دافعي الضرائب الأمريكيين إلى بعض الأغنياء المصريين تساؤلات حول ضياع برنامج الديمقراطية في مصر.
في الوقت نفسه، يعد مايكل منير ضيف متكرر على قنوات التلفزيون التي طالما عارضت الرئيس مرسي. وهو مواطن مصري حاصل على الجنسية الأمريكية ويتلقى تمويلا أمريكيا من خلال منظمة غير حكومية.
وقام بتأسيس منظمة مايكل الملياردير القبطي نجيب ساويرس، وهو أكثر الشخصيات المعارضة للإسلاميين ولنظام مرسي وكذلك طارق حجي، مسؤول تنفيذي بصناعة النفط، وصلاح دياب، شريك هاليبرتون في مصر، وأسامة الغزالي حرب، وهو سياسي له جذور في نظام مبارك وله اتصالاته بالسفارة الأمريكية.
وساعد مايكل منير في حشد الأقلية القبطية الأرثوذكسية في البلاد والتي تضم خمسة ملايين نصراني يعارضون مرسي والمشروع الإسلامي، وحرضهم على النزول إلى الشوارع في مظاهرات 30 يونيو.
وأكدت الوثائق الحكومية الأمريكية أن منظمة منير قد تلقت 873.355 دولار في 2011، فيما تلقى محمد عصمت السادات عضو حزب الإصلاح والتنمية دعما ماليا من الولايات المتحدة من خلال رابطته السادات للتنمية الاجتماعية.
وأظهرت قاعدة البيانات للاتحاد الفيدرالي الأمريكي أن السادات تلقى 84.445 دولار من مبادرة الشراكة الشرق أوسطية “للعمل مع الشباب في مرحلة ما بعد الثورة.”
وكان السادات عضوا في لجنة التنسيق المنظمة للمظاهرات ضد الرئيس مرسي. ومنذ عام 2008، جمع السادات 265.176 دولار من الولايات المتحدة، معلنا أنه سيرشح نفسه في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
أما فيما يتعلق بمجزرة الحرس الجمهوري التي ارتكبها بعض جنود القوات المسلحة، دافع السادات عن استخدام القوة من قبل الجيش وألقى باللوم على جماعة الإخوان المسلمين، قائلا أنهم كانوا يستخدمون النساء والأطفال كدروع بشرية.
ومن جانبهم، قال بعض الساسة المدعومين من الولايات المتحدة أن واشنطن شجعتهم ضمنيا للتحريض على الاحتجاجات ضد مرسي.
كما يعد مركز ابن خلدون بالقاهرة لسعد الدين إبراهيم من أكبر المراكز التي تتلقى تمويلا أميركيا، وهو أحد أكبر المستفيدين من التمويل للترويج للديمقراطية المزيفة. وجاءت تصريحاته المثيرة لإثارة مشاعر الرأي العام ضد مرسي بأمر من واشنطن.