حماد القباج: “جهاد النكاح” فرية اختلقها نظام بشار من أجل إعطاء صورة سلبية عن الجيش الحر حاوره: إبراهيم بيدون

1- هل يوجد تعريف لجهاد النكاح في الفقه الإسلامي؟
لا أعرف في الفقه الإسلامي شيئا بهذا الاسم، وهو متناقض إذا ما عرضناه على المفاهيم الشرعية، وذلك أن الجهاد في الإسلام لفظ يراد به بذل المجهود لحمل النفس على فعل الطاعة واجتناب المعصية، ولا يمكن أن يستعمل شرعا في الممارسات المحرمة والتي سماها القرآن الكريم زنا وجعلتها السنة النبوية من الموبقات.
والنكاح لفظ شرعي يطلق على الارتباط بين رجل وامرأة بشروط تجعل من هذه العلاقة ميثاقا غليظا كما وصفها القرآن الكريم.
وما يقال عن هذه الظاهرة لا يمت بصلة لا للجهاد ولا للنكاح الشرعيين.
وهذا المسؤول عنه هو شبيه بما يعرف عند الشيعة بزواج المتعة، ويذكرني بما كان أفتى به مقتدى الصدر قبل نحو سنتين أتباعه من النساء بفعل ذلك مع رجال تياره.

2- حسب وجهة نظركم: ما هي أسباب ودوافع اختلاق مثل هاته المسميات والمصطلحات الجديدة؟
سبب اختلاقها ظاهر ويأتي في سياق حملة التشويه التي يقودها النظام الطاغية في سوريا من أجل إعطاء صورة سلبية عن الجيش الحر، ولا شك أن هذه المكايد تتم بتشجيع ودعم من روسيا وإيران والدول التي تدعم بشار حتى يخففوا من قبح فعلهم بمحاولة إيهام العالم بأنهم يدعمون بشارا ضد إرهابيين وحوش يقومون بأفعال يتنزه عنها الآدميون.
والغريب حقاً أن يوظف البعض هذه الأكذوبة عندنا في المغرب لمحاولة الإيهام بأن السلفيين المغاربة أيضاً يقرون ما يسمى بجهاد النكاح.

3- كيف يمكن أن تقع منابر إعلامية في نسبة ما يسمى بـ”جهاد النكاح” إلى الإسلاميين؛ علما أنهم من أشد الناس تحذيرا من العلاقات بين الجنسين خارج إطار الزواج الشرعي؟
محاربة المعادين لمنهج الله محاربتهم لمن يدعو إلى ذلك المنهاج تتخذ أشكالا متعددة، ومنها الدعاية الإعلامية المشوهة، والذي يقرأ القرآن ويدرس السيرة النبوية يقف على نماذج متعددة كما قال الله تعالى: “قالوا إنما يعلمه بشر”.
وكان أبو لهب يمشي خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليشوه صورته بالأكاذيب عند الذين خاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته المباركة.
أما في زماننا فقد تطورت الحرب الدعائية بشكل كبير، وهذا يلزم الدعاة إلى الله بالحضور بقوة في مجال التدافع الإعلامي، واستعمال كل الوسائل المتطورة لبيان حقيقة الإسلام وكشف الشبهات المختلقة لتشويه صورته أو صورة الدعاة إليه.

4- بماذا يمكن تفسير دعوى وجود متطوعات لهذا الجهاد المزعوم في سورية وتونس ومصر فقط؟
تونس تعرف ثورة مضادة لثورة 11 يناير كما هو الشأن في جميع الدول التي عرفت ثورات في سياق ما سمي بالربيع العربي، ومعروف أن الثورة المضادة سواء كانت في سوريا أو تونس أو مصر أو في غيرها فإنها توظف الدعاية الكاذبة في جملة ما توظفه من وسائل؛ ولا أستبعد أن تكون نساء مغرر بهن مدفوعات إلى هذه الحماقات بعاطفة نصرة المجاهدين.
ولذلك تم نسبة الفتوى المزعومة إلى الشيخ العريفي الذي يحظى بشهرة كبيرة وسمعة حسنة.

5- سبق للكاتب سعيد لكحل أن استنكر عليكم في إحدى مقالاته عدم تحذيركم من هذا الجهاد المزعوم؛ وأنتم المدافعون عن الفضيلة والعفة، فما تعليقكم؟
من المؤسف حقاً أن أبرز من ينتسب إلى النخبة المثقفة من العلمانيين يعانون من مرض الهوس بتلفيق التهم لخصومهم في كل فرصة تتاح ولو بالكذب، وهذا يدل على المستوى الأخلاقي المتدني عند من يظنون أنفسهم من النخبة؛ فهم بعيدون عن ثقافة الحوار المسؤول وأدبيات الجدال المتزن مع من يخالفهم، فمواقفهم هي مواقف المثقف والكاتب المأجور الموظف لأداء مهمة معينة، وليست مواقف المثقف الحر الذي يتحرى الموضوعية والإنصاف وإنْ مع خصمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *