في كل عام في المحرم جيفة….بلغت روائحها إلى الازكام
باسم الحسين يمثلون بكربلاء….فصلا من التاريخ ليس بعام
ما ضر لو ذكروا الحقيقة أنها….كالشمس تبدو أو كبدر تمام
لكنهم جنحوا إلى تزويرها….حقدا على التاريخ والإسلام
باسم التشيع والولاء تغلغلت….زمر اليهود وملة الاعجام
وأتت على التاريخ نفس شرة….ملئت بحقد قاتل وخصام
حرق الجباه علامة معروفة….كانت لأهل الشرك والأصنام
وكذا السجود لتربة معجونة….عجنت ببول الكلب والحاخام
لا تحسبوا ضرب الحديد بشافع….كلا ولا هاماتكم بالقام
لا تحسبوا صبغ الثياب وضربكم….فوق الرؤوس ولبسكم للخام
ينسى رجال المسلمين فعالكم….يا عصبة الارجاس والآثام
أن الطواف على القبور وشدها….بالخيط آفات من الأوهام
وكذا التوسل بالقبور سخافة….ووسيلة خلقت لصيد عوام
صيرتموا تلك القبور معابدا….للغنم شيدت أولكسب حرام
إنه شعر طويل لشاعر أبى إلا أن يكون هجاؤه للحق والحقيقة، فهذه هي الصورة التي يوجد عليها الشيعة في العالم عند حلول شهر محرم من كل عام هجري، وهو أمر مقرف للغاية، وينبئ عن قمة الجهل والتخلف، وقبر وتغطية لنور العقل، وصد منيع لشعاعه.
فمجرد فتح لقناة فضائية شيعية، أو زيارة وكر شيعي في هذه الأيام تبدو ملاحظات غريبة، ولحظات مستعصية على العقل التسليم بها، وهي بالأحرى تذكر وتنجذب إلى الذاكرة مباشرة طقوس البوذيين والهندوس والجينيين، فما أشبه الشيعة بأولئك الناس؛ طقوس متشابهة، طرائق للعبادة متطابقة، حقا صدق من قال: “أن يوم عاشوراء أصبح يوم تنفير من دين الإسلام”، وهذا يصدق فعليا على الشيعة والمتشيعين.
إذ كيف يمكن لعقل سليم -بله أن ينسب إلى الإسلام- أن يقبل الدماء التي تسال في عاشوراء نتيجة الضرب بالسلاسل والخناجر والآلات الحادة باسم الحب والعشق والفداء للحسين على أنه من الإسلام؟؟!! بل الأجر عليه معقود ومضمون!!
كيف يمكن لعقل سليم أن يصدق أن القوم حقا من أتباع الحسين؟؟!! والحسين بريئ من كل هذا.
شركيات، استغاثة بالبشر، التعلق بالقبور، لباس أسود، لطميات وتطبير، بكاء وصراخ، تمثيليات ومسرحيات، سب وشتم، اجتماع واختلاط، استهتار بالعقل والنقل، اختلاق للأكاذيب، تكفير وتوعد، قذف للمحصنين والمحصنات، ترك للصلوات، هتك للأعراض، هدر للأموال… قمة الجهل والتخلف، تلك صورتهم دائما وأبدا ويزداد يقين ذلك في عاشوراء.
وهدي نبينا أعظم… وأطيب… وأجمل من هدي الشيعة.
فصيام، واحتساب، وتذكر للنعمة، وتفكر في الآلاء…وهذه كواكب نيرات في فضائل عاشوراء تستلهم منها الصالحات، وتستروح من بين ثناياها أطيب النسمات، لتتيقن أن الشيعة من أبعد الناس عن رب البريات:
“صيام يوم عاشوراء احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله” رواه مسلم.
“من صام عاشوراء غفر له سنة” صحيح الترغيب:1007.
“قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: “ما هذا؟” قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: “فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه” رواه البخاري.
حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه؛ قالوا: يا رسول إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع” قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم. وفي رواية: “لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع”.
نعم لقد انقطع وجوب صوم يوم عاشوراء بعد فرض صيام شهر رمضان، ولكن بقي فضله واستحبابه لمن أراد الاستزادة من الصالحات.. عسى الله أن يختم بالصالحات.. وينجي بجوده وإحسانه من هول الكربات.. فلطالما غفل الشيعة عن مثل تلك الكنوز النيرات.. فمرت بهم سنين عديدة لم يحصلوا فيها شيئا من تلك الحسنات العظيمات.. فانقضى العمر والزاد قليل.