خصصت جريدة المساء في عددها 2263 ملفها الأسبوعي لـ: “محاكمات من أجل حفظ بيضة الدين وعقوبات بالسجن وحل لأحزاب ملحدة (هكذا يعامل المخزن المارقين عن دين الدولة الرسمي)”.
تناول فيه معد الملف قضية عقدية خطيرة بامتياز؛ فوقع في أخطاء عقدية ما كان له أن يلج بابها؛ فليس كل من حمل قلما يستطيع أن يكتب ما شاء وفي أي موضوع شاء، خصوصا إذا تعلق الأمر بأمور هي أكبر من أن يتناولها مجرد صحفي، أو حاطب ليل يجمع من كل فن ما لقيه أمامه من معلومات لا يدري صحتها من خطئها.
ففي مقال ضمن الملف بعنوان: “ملاحقة الشيعة المغاربة” ساهم معده في إيجاد نوع من الشرعية للتشيع بأسلوب يوحي على أن معده ما زال محتاج إلى التعرف على مذهب التشيع، وذلك بالرجوع مباشرة إلى المصادر المعتمدة عند القوم.
فقد أورد المعد مجموعة من المغالطات المنهجية التي تذكي نار التشيع وتزكيه وتفتح الأبواب أمام معتنقيه لزعزعة عقيدة المغاربة، تحت رايات فضفاضة من قبيل حرية المعتقد!! والديمقراطية!! وحقوق الإنسان!!.. والتي أصبحت حقيقتها بادية للجميع.
ومن جملة ما أورد: “بالرغم من تبني المغرب رسميا للمذهب السني، فإن عدداً كبيرا من التقاليد والمظاهر الشيعية استقرت منذ قرون في ثقافتنا، إذ أن المغاربة يخصون آل البيت باحترام استثنائي، وترتبط شرعية ملكيتنا بتحدرها السلالي من الدوحة النبوية الشريفة، ونحتفل بعاشوراء، كما يعج المعجم السياسي بالعديد من التعبيرات الشيعية من قبيل وصف الجالس على العرش بعبارات «مولانا الإمام» وهو لفظ شيعي محض، وتقر المقتضيات الدستورية، بقداسة شخص الملك، إسوة بالشيعة الذين يضعون الإمام في مكان رفيع…” وفي هذا من المغالطات:
– زعمه أن حب واحترام آل البيت من خصوصيات الشيعة!!
– زعمه أن السلالة النبوية وحكمها للمغرب مظهر شيعي!!
– زعمه أن موسم عاشوراء والاحتفال به عند المغاربة ثقافة شيعية!!
– زعمه أن استعمال المغاربة لألفاظ إسلامية هي تعبيرات شيعية!!
– زعمه أن قدسية الشيعة لائمتهم تتساوى مع قدسية المغاربة للملك!!
ومنه قوله: “مشكل الملاحقات التي تعرض لها أتباع المذهب الشيعي بالمغرب، لم يكن مشكلا فكريا أو دينيا أو مذهبياً، بل هو مشكل سياسي، فهناك من انتابه الخوف حينها، من أن تتطور العلاقات مع دولة إيران ورموز مقاومة الصهيونية”.
وفيه من المغالطات:
– زعمه أن محاربة المغرب للتشيع لم يكن عقديا أو مذهبيا و إنما سياسيا!!.
– زعمه أن إيران تمثل رمز مقاومة الصهيونية!!.
ومنه قوله: “فمن حق أي مغربي أن يتحول من المذهب المالكي السني إلى المذهب الشيعي أو العكس. وليس هناك نص دستوري يفرض على المغربي المسلم أن يكون مالكياً أو أن يبقى مالكياً” و فيه من المغالطات:
– إعطاء الأرضية الخصبة للتشيع ونشره من باب الحرية وحقوق الإنسان!!
– التهاون بعقيدة المغاربة واختيار مذهب مالك!!
ومنه قوله: “إذا كان هناك للفكر الشيعي مساوئ ولانتشاره أضرار، فلا يمكن مواجهة ذلك إلا بالمزيد من إبراز محاسن الفكر المالكي ومنافع انتشاره”. و في هذا من المغالطات:
– تصريحه وتشكيكه باحتمالية وجود مساوئ للفكر الشيعي وجرائمه الكبرى عبر التاريخ!! و ما فعلته الدولة العبيدية الشيعية في المغرب أشهر من أن تعرف.
فقد تبين لنا جليا كيف أن الكاتب يدافع بشدة عن شرعية وجود الشيعة في المغرب، الذي حماه الله من داء التشيع بشهادة المشارقة. فأرجوا من الكاتب أن ينأى بنفسه من الدخول في هذه الأمور المخصصة لأهل الشأن.