– قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} (الآية:11).
كلمة {على حرف} عند أغلب المفسرين: على شك.
قال البغوي: «{ومن الناس من يعبد الله على حرف} أكثر المفسرين قالوا: على شك، وأصله من حرف الشيء وهو طرفه، نحو حرف الجبل والحائط الذي كالقائم عليه غير مستقر، فقيل للشاك في الدين إنه يعبد الله على حرف، لأنه على طرف وجانب من الدين لم يدخل فيه على الثبات والتمكن، وأصله كالقائم على حرف الجبل مضطرب غير مستقر، يعرض أن يقع في أحد جانبي الطرف لضعف قيامه، ولو عبدوا الله في الشكر على السراء والصبر على الضراء لم يكونوا على حرف».
قال الحسن: «هو المنافق يعبده بلسانه دون قلبه».
قال ابن الجوزي: «قوله تعالى: {على حرف}، قال مجاهد، وقتادة: على شك؛ قال أبو عبيدة: كل شاك في شيء فهو على حرف لا يثبت ولا يدوم؛ وبيان هذا أن القائم على حرف الشيء غير متمكن منه فشبه به الشاك، لأنه قلق في دينه على غير ثبات».
– قوله تعالى: {وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} (الآية:21).
{مقامع} ليست من القِمع: الأداة المعروفة، وإنما هي جمع مقمعة، وهي السوط.
قال البغوي: «قوله تعالى: {ولهم مقامع من حديد} سياط من حديد، واحدتها: مقمعة».
قال الليث: «المقمعة شبه الجزر من الحديد، من قولهم قمعت رأسه: إذا ضربته ضربا عنيفا».
– قوله تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (الآية:27).
{رجالا} مشاة على أرجلهم، وليست لتحديد الجنس.
قال العلامة السعدي: «{رجالا} أي مشاة على أرجلهم من الشوق».
فرجالا جمع راجل لا رجل.
وفي لسان العرب: الرجال: جمع راجل، أي: ماشٍ، والراجل خلاف الفارس.
قال أبو زيد: «يقال رَجِلْتُ -بالكسر- رَجَلًا، أي: بقيت راجلا».
والعرب تقول في الدعاء على الإنسان: ما له رَجِلَ، أي: عدم المركوب فبقي راجلا.
– قوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (الآية:36).
{وجبت} ليست من الوجوب والواجب من الأحكام.
قال ابن كثير: «وقوله {فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} قال: ابن أبي نجيح، عن مجاهد: يعني: سقطت إلى الأرض».
وقال العوفي، عن ابن عباس: «{فإذا وجبت جنوبها} يعني: نُحرت».
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: «{فإذا وجبت جنوبها} يعني: ماتت».
– قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (الآية:52).
الذي يفهم من كلمة {تمنى} أنها من التمني الذي هو طلب حصول شيء بعيد الوقوع.
بينما هي بمعنى تلا وقرأ، على قول أكثر المفسرين.
قال القرطبي: «قوله تعالى: {تمنى} أي: قرأ وتلا، و{ألقى الشيطان في أمنيته} أي: قراءته وتلاوته».
ومنه قول حسان في عثمان بن عفان رضي الله عنه:
تَمَنَّى كِتَابَ اللهِ أَوَّلَ لَيْلِهِ وَآخِرَهَا لَاقَى حِمَامَ الْمَقَادِرِ
قال البغوي، وأكثر المفسرين قالوا: «معنى قوله: {تمنى} أي: تلا وقرأ كتاب الله، وألقى الشيطان في أمنيته أي: في تلاوته».