السنة: سجود الشكر
عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا أتاه أمر يُسَرُّ به خرَّ ساجداً) رواه أبو داوود والترمذي.
التعليق:
– يدل هذا الحديث على سنية سجود الشكر عند وجود نعمة يسر بها.
– الصحيح أنها لا يشترط لها طهارة لأنها ليست صلاة؛ فالصلاة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم.
قال الشوكاني في نيل الأوطار: (وليس في أحاديث سجود الشكر ما يدل على التكبير) اهـ.
قال ابن القيم في زاد المعاد: “وفي سجود كعب رضي الله عنه حين سمع صوت المبشر دليل ظاهر أن تلك كانت عادة الصحابة وهو سجود الشكر عند النعم المتجددة والنقم المندفعة، وقد سجد أبو بكر الصديق لما جاءه قتل مسيلمة الكذاب؛ وسجد علي لما وجد ذا الثدية مقتولاً في الخوارج؛ وسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بشره جبريل أنه من صلى عليه مرة صلى الله عليه بها عشرا؛ وسجد حين شفع لأمته فشفعه الله فيهم ثلاث مرات؛ وأتاه بشير فبشره بظفر جند له على عدوهم ورأسه في حجر عائشة -رضي الله عنها- فقام فخر ساجداً.
المنهي عنه: الجلوس بين الظل والشمس
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أحدكم في الشمس فقلص عنه الظل وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم) رواه أحمد وأبو داوود وصححه الألباني.
وعن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (نهى أن يُقعد بين الظل والشمس) رواه ابن ماجة وصححه الألباني.
التعليق:
– الحكمة من ذلك جاءت في مسند أحمد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى أن يجلس بين الضح والظل وقال مجلس الشيطان) وصححه الألباني.
– قال في عون المعبود شرح سنن أبي داوود {فليقم}: أي فليتحول منه إلى مكان آخر يكون كله ظلاً أو شمساً؛ لأن الإنسان إذا قعد ذلك المقعد فسُد مزاجه لاختلاف حال البدن من المؤثرين المتضادين؛ كذا قيل والأولى أن يعلل بما علله الشارع بأنه مجلس الشيطان.اهـ (انظر: سنن مندثرة.. ومنهيات منتشرة، لعبد الله الفريح).