التيمم لغة: القصد, وشرعا: القصد إلى الصعيد لمسح الوجه واليدين بنية استباحة (أو رفع الحدث) الصلاة ونحوها. انظر الفتح 1/431.
قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ”.
وقال عليه الصلاة والسلام: “..وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا” صحيح.
وقال النووي رحمه الله: “والتيمم ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة وهو رخصة وفضيلة أختصت بها هذه الأمة” المجموع 2/206.
الأسباب المبيحة للتيمم
يشرع التيمم للمحدث – حدثا أصغر أو أكبر- في الحضر والسفر, إذا وجد سبب مما يأتي:
1ـ عدم وجود الماء, مع العلم أنه لا يجب طلب الماء إلى آخر الوقت حيث لم يدل على ذلك دليل من كتاب ولا سنة ولا قياس صحيح ولا إجماع. انظر السيل الجرار 1/128, والروضة الندية 1/57.
2ـ خوف الضرر باستعمال الماء لمرض أو برد شديد ونحوهما, مع التنبه على أنه من كان قادرا على استعمال الماء لكنه خشي خروج الوقت باستعماله في الوضوء أو الغسل فلا يشرع له التيمم. انظر تمام المنة 132.
أركان التيمم
للتيمم أركان إذا تخلف واحد منها لم يعتد به شرعا وهي:
1ـ النية, وهي واجبة في العبادات كلها.
2ـ التسمية، إذا ذكرها المتيمم فإن التيمم طهارة بدل الوضوء عند عدم الماء، والبدل يقول مقام المبدل في أحكامه إلا ما خصه الدليل, وقد قال عليه الصلاة والسلام: “..ولا وضوء لمن لم يذكر اسم تعالى عليه” حسن لشواهده, وانظر الدراري المضية 1/45.
3ـ ضرب الصعيد الطيب، لقوله تعالى: ” فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً”.
فائدة مهمة: تحقيق معنى الصعيد
قال الجوهري: “والصعيد: التراب, وقال ثعلب: وجه الأرض لقوله تعالى: (فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقا)” الصحاح.
وفي القاموس المحيط: “الصعيد: التراب أو وجه الأرض”.
وفي المصباح: “الصعيد في كلام العرب يطلق على وجوه: على التراب الذي على وجه الأرض, وعلى الطريق”.
وقال القرطبي رحمه الله: “الصعيد وجه الأرض كان عليه تراب أولم يكن, قاله الخليل وابن الأعرابي والزجاج.. وإنما سمي صعيدا لأنه نهاية ما يصعد إليه من الأرض” جامعه 5/236.
إذن فالصعيد هو وجه الأرض ترابا كان أو حجرا أو رملا أو غير ذلك مما هو من جنس الأرض, ولا دليل قوي عند من خصص التيمم بالتراب. انظر زاد المعاد 1/200.
4ـ مسح الوجه والكفين، لقوله تعالى: “فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ”, وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: “التيمم ضربة للوجه والكفين”.
والدعاء الذي يشرع بعد الوضوء قد رخص بعض العلماء في ذكره بعد التيمم والله أعلم.
ما يباح به التيمم
التيمم بدلٌ من الوضوء والغسل عند العذر الشرعي، فيباح به ما يباح بهما من الصلاة وغيرها, وللمتيمم أن يصلي بالتيمم الواحد ما شاء من الفرئض والنوافل فحكمه كحكم الوضوء سواء بسواء, قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: “إن الصعيد الطيب طهور المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين…”. وانظر مجموع الفتاوي لابن تيمية 21/436, وزاد المعاد 1/200.
نواقض التيمم
ينقض التيمم أمران:
1ـ كل ما ينقض الوضوء لأنه بدل منه, انظر الفتاوي 21/362.
2ـ وجود الماء لمن فقده, أو القدرة على استعماله لمن عجز عنه. انظر فقه السنة 1/80.