دولة الميليشيات “الشيعية” في العراق!…

ارتبط مصطلح الميليشيات منذ وقت ليس بالبعيد- رغم عموميته- بالمجموعات الشيعية والنصرانية التي تحمل السلاح ضد فئة أو دولة أو طائفة من البشر، وما حدث هذا إلا لكثرة ما نسمعه من تشكيلات “عصابية” من حين لآخر، سيما في دولة العراق، وغيرها من البلدان التي يتسلط فيها الشيعة أو غير المسلمين من النصارى أو اليهود أو غيرهم على الأقليات المسلمة أو ما يشابه أوضاعها.
ومصطلح الميليشيا -أو شبه الجيش- هي تنظيم شبه عسكري يتكون عادة من مواطنين متطوعين، وهي تتشكل عادة في مناطق التوتر أو في إطار الحروب الأهلية لتدعم الجيش النظامي أو فكرة طائفية أو شخصية سياسية.
والميليشيا مشتقّة من كلمة militia اللاتينية، ومعناها الأصلي بحسب معجم Quicherat et Daveluy اللاتيني- الفرنسي (1932) هو: “خدمة عسكرية، حملة، عملية عسكرية، حرب”، وهي مشتقّة من miles أو milites، أي “جندي، رجل مسلح، أو رجل محارب.
وقد أصبح مصطلح الميليشيا شديد اللصوق بالواقع العراقي، سيما بعد سقوط الدولة العراقية على يد المحتل، حيث تحول عدد كبير من الشيعة -بإيعاز من المراجع الشيعية في العراق وإيران- إلى التشكل في إطار عصابي يحمل السلاح في وجه السنة، رغم أن حجتهم في بادئ الأمر كانت مرتبطة بمناهضة المحتل الأمريكي، لا التلسط على أهل السنة والسعي لتصفيتهم كما نسمع ونشاهد في العراق منذ احتلاله وحتى هذه اللحظة.
حيث زعم الشيعة وأشاعوا أن هذه التشكيلات -المسلحة- تهدف في الأساس إلى الدفاع عن الدولة العراقية، ضد المحتل الأمريكي!! رغم أن من أدخل الشيعة إلى العراق وأسهم في إسقاط النظام هم الأمريكان لا غيرهم، وذلك بشهادتهم هم لا بشهادة غيرهم.
فالآن صار في العراق جيش نظامي أغلبه من الشيعة، وممن يوالي الشيعة، وهناك أيضًا جيش موازي مكون من الميليشيات المسلحة التي تتبع مراجع الشيعة، وتأتمر بأمرها، وهي تشكيلات مسلحة شبه عالمية، استطاع الشيعة تجنيدها لخدمة الغاية الشيعية، أينما حلت؛ فقد كان لهذه الميليشيات ولازال دور كبير في صمود النظام السوري حتى هذه اللحظة.
ومن الميليشيات المسلحة في العراق جيش المهدي، وهو يمثل الجناح المسلح للتيار الصدري، وقد تورطت عناصره في أعمال عنف وقتل طائفية في بغداد وغيرها من المدن العراقية، رغم ادعائهم مناهضة المحتل، ومثلها ميليشيا عصائب أهل الحق، وهي الآن تقاتل أهل السنة في الأنبار إلى جانب النظام العراقي.
وللشيعة العراقيين ميليشيات أخرى تقاتل إلى جانب بشار الأسد، كما أسلفنا، وهي كثيرة جدًا، قد يصل عدد أفرادها في حالة الاستنفار العام -بحسب تقارير- إلى 30.000 مقاتل، ومن هذه الميليشيات لواء أبو الفضل عباس، ولواء ذو الفقار، ولواء سيد الشهداء.
فالآن ومع تتابع الأحداث وتصاعدها في العراق لا تكاد تفرق بين ما يتبع الميليشيات غير النظامية وما يتبع الجيش العراقي النظامي، فأساليبهم واحدة، وهدفهم واحد، بل قد يتعاونون في بعض المهمات، سيما تلك التي ترتبط بالتنكيل بالمسلمين السنة في العراق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *