في عددها الصادر يوم الخميس 10 أبريل 2014، أقدمت أسبوعية «الوطن الآن» على اتهام الدكتور محمد الروكي، رئيس جامعة القرويين بفاس، وعضو المجلس العلمي الأعلى للإفتاء، بالتكفير، وذلك في غلافها المعنون له بـ: «كيف سقطت جامعة القرويين بين أنياب فقهاء التكفير.. أثارتها ندوة رئيسها محمد الروكي في كلية أصول الدين بتطوان».
يبدأ معد الغلاف بتلفيق العديد من الاتهامات للدكتور محمد الروكي، في عملية إثارة لزوبعة حول قضية الخلاف الأيديولوجي أو الفكري، التي أثارتها مداخلته، بحيث حاول جعل مسألة نوقش فيها الدكتور من طرف بعض الحاضرين، تصفية أيديولوجية، وضربا لليسار البائس والقوى الحداثية المفلسة، وفوق كل هذا والمستغرب أنه حوّل لحظة المناقشة إلى لحظة انتخابية!
والمفارقة العجيبة حقا، والتي تستدعي استغراب كل قارئ لما سوده معد غلاف الأسبوعية، هي أنه ساق نص تعقيب الدكتور محمد الروكي؛ والقارئ له بإنصاف يتأكد لديه أن الدكتور رد على المداخلات بعلمية تامة، وبكل وضوح، رغم أن عبد الرحيم أريري أراد أن يصور رده بأنه تهجم على المتدخلين، إلا أن الله تعالى يريد إظهار الحق وإبطال الباطل، بحيث قال بنفسه في إحدى أقواسه التي تخللت كلام فضيلة الدكتور: «سوف أختم بما بدأت به (يتحدث بنبرة حادة) المغرب بلد مسلم وسيبقى مسلما إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين (تتعالى التصفيقات تأييدا لموقف الروكي)».
وهنا نتساءل: هل ألف أمثال هؤلاء من العلماء السكوت عن الحق؟ وهل يريدون أن يسقطوا الثوابت والقطعيات من دين الإسلام باسم الاختلاف وحرية الرأي؟ أم إنهم يريدون إسكات الأصوات المنادية بالإصلاح، وتكميم أفواه العلماء؟ أيحسبون أنهم يقدرون على ذلك في وقت وجد فيه من المشايخ والعلماء أمثال الدكتور محمد الروكي؟
ومع أن معد الغلاف لم يكن متأدبا في طرحه ولا منصفا فيه، فقد كان عليه على الأقل أن يدرك ما يقول، وألا يهرف بما لا يعرف، ولذلك لا يضر الجبل الشامخ أن ترمي عليه الحجارة، وهذا ذكره لي فضيلة الدكتور محمد الروكي في مقابلتي له.
ولا أنسى هنا أن أذكر بأن الأسبوعية لها سوابق في التحريض وكيل الاتهامات للمسلمين المتدينين، وأدل دليل على ذلك ما ساقه معد الغلاف نفسه، حيث قال: «هذا ما ينبغي أن تعيه نخب (الكافيار) و(خوذنجال)»، بل الأغرب من ذلك أن عبد الرحيم أريري، مدير الأسبوعية ومعد غلافها، حساسيته شديدة تجاه حزب العدالة والتنمية، بحيث وصف حكومة عبد الإله بنكيران بالحكومة الملتحية في سياق ساخر، وخلط بين عدة مقومات، وسأسوق كلامه بالحرف لأنني لا أستطيع أن أعبر عن هذه العجينة الفكرية التي أراد أن يستفز بها عقولنا، قال: «ألم يحن الوقت للتخلص من كل من يمثل عبئا على إمارة المؤمنين، بالنظر إلى أن الحكومة بالمغرب تعتمد لدى إمارة المؤمنين وليس لدى مرشد الإخوان المسلمين؟»؛ ومن حق القارئ الكريم أن يطرح سؤالا مفاده: ما علاقة جماعة الإخوان المسلمين بإمارة المؤمنين، وبالحكومة المغربية القائمة حاليا؟ أم إن الأمر مجرد إثارة ضجة إعلامية كما هي عادة الصحف المغمورة لتروج منشوراتها، بمثل هذه الأخبار الزائفة؟