اللاجئون العراقيون .. ضحية الغطرسة الأمريكية والأطماع الطائفية

 

بعد 4 سنوات من الغزو الأمريكي للعراق، والحرب الظالمة على هذا البلد، بزعم التخلص من أسلحة الدمار الشامل، وإسقاط نظام سياسي لا يعجب اليهود والأمريكان، بعد هذه السنوات ظهرت آثار هذه الحرب واضحة بكل تفاصيلها المؤلمة على الإنسان العراقي.
فهذا الغزو غير المبرر، وتحالف الأمريكان مع الساسة العراقيين الموالين لهم الذين أوكلت إليهم الإدارة العراقية مهمة حكم العراق، قام هؤلاء بتصفية حساباتهم على أسس طائفية، فرعوا المليشيات الشيعية المتطرفة التي أعملت الذبح والخطف في أبرياء السنة.
حالة الانفلات الأمني الواضحة، وأعمال القتل والخطف التي تدور بصفة يومية، ليتحول الشارع العراقي إلى جحيم لا يطاق بعد أن أصبح ساحة لتصفية الحسابات المحلية والدولية طائفية كانت أو اثنية، أدت إلى هروب جماعي للأسر العراقية وهي تحمل بالكاد المقتنيات الشخصية، لتودِّع بعيون دامعة وقلوب دامية الوطن والأهل ودجلة والفرات وتعبر الحدود إلى دول الجوار، أو حتى إلى أوروبا وأمريكا.

وتقدر وكالة الأمم المتحدة للاجئين أن نحو 50 ألف فرد يغادرون العراق كل شهر بسبب أحداث العنف فيه، وأن نحو أربعة ملايين عراقي يعيشون بعيدا عن منازلهم. وتظل الغالبية العظمى من العراقيين الفارين من بلادهم في سوريا والأردن المجاورين للعراق، حيث يوجد في سوريا وحدها مليون ومائتا لاجئ عراقي بينما يأوي الأردن حوالي 750 ألف لاجئ، ويعيش في مصر حوالي 80 ألف لاجئ، ليتجاوز، وحسب آخر تقديرات، عددهم الإجمالي زهاء الــ 2 مليون لاجئ جراء الظروف التي تعيشها العراق، وهذا الرقم بطبيعة الحال في زيادة مستمرة بسبب التدفقات شبه اليومية من العراقيين إلى دول الجوار.
ووصفت منظمة اللاجئين العالمية بواشنطن هذه المشكلة بأنها “الأزمة الإنسانية الأسرع تزايدا في العالم، حيث يغادر العراق 3000 شخص يوميا، باتوا يهددون النسيج الاقتصادي والاجتماعي لكل من الأردن وسوريا”.
فيما توقعت منظمة الهجرة الدولية أن يفر في الفترة المقبلة نحو مليونين من العراقيين إلى البلدان المجاورة طلبا للجوء، وأن يكون العام الحالي أكثر قتامة وسوداوية، طالما أن العوامل والظروف المشجعة على التهجير بقيت على حالها.
الإحصاءات الرسمية للاجئين
تقدر المفوضية عدد اللاجئين والمرحلين العراقيين بحوالي 4 مليون شخص من بينهم 2 مليون مرحل داخلي.
أما توزيعهم حسب الدول العربية المضيفة فكالتالي:
سوريا: مليون ومائتا ألف – الأردن : 750 ألف – مصر: 100 ألف- إيران: 54 ألف- لبنان: 40 ألف- تركيا: 10آلاف- دول الخليج: 200 ألف.
وتوزيعهم في الدول الغربية فهو كالتالي:
ألمانيا: 52 ألف – المملكة المتحدة: 23 ألف- هولندا: 21 ألف- السويد: 21 ألف- استراليا: 11ألف – الدنمارك: 10700 – النرويج: 8500 – الولايات المتحدة الأمريكية:6000 – سويسرا : 5000 – كندا : 4000 فنلندا: 1600 – إيطاليا: 1300 – فرنسا : 1300- المجر: 1200 – النمسا : 1200- اليونان 820 – نيوزيلاندا: 820 – أرمينا 460- رومانيا : 450 – ايرلندا: 340.
وتؤكد المفوضية أيضاً نزوح أكثر من 40 ألف عراقي من ديارهم كل شهر.
بين العودة والتوطين
وهكذا يواجه ما يقارب 8 ملايين عراقي على حسب بعض الإحصائيات مصيرا مجهولا بسبب تردي الأوضاع الأمنية بشكل عام في العراق وهذا التردي للوضع الأمني ينعكس بشكل مباشر على الحياة الاقتصادية للمواطن العراقي مما أدى إلى هذا النزوح الجماعي الخطر على مستقبل العراق، ويذكرنا بالنزوح الجماعي من الأراضي الفلسطينية منذ عام 1948 ولحد الآن .
ثمانية ملايين إنسان نازح، إنه رقم هائل جدا على مدى أقل من أربعة سنوات ولو استمر الوضع الأمني هكذا مع تبعاته سيعني إفراغ العراق من شعبه في خلال سنوات معدودة لا تتجاوز أصابع اليد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *