أهم 10 أحداث دينية شهدتها سنة 2010

شهدت سنة 2010 أحداث دينية كبرى على خلفية سياسية أثرت في العالمين الإسلامي والنصراني، كان من أبرزها الجدل بشأن بناء المركز الإسلامي “جراوند زيرو” قرب موقع هجمات 11 شتنبر، ودعوة القس الأمريكي تيري جونز لحرق القرآن الكريم، وتزايد موجة الإسلاموفوبيا.
فعلى المستوى الإسلامي، كان من أبرز الأحداث الدينية: تعيين الدكتور أحمد الطيب إماما أكبر لمؤسسة الأزهر الشريف، وما اعتبره البعض نقطة تحول في دور المؤسسة بعد تأكيد شيخ الأزهر الجديد على أهمية إعلاء دور “الإسلام الوسطي” في حل الأزمات، بالإضافة إلى تزايد موجة الإسلاموفوبيا في أوروبا؛ ورد الفعل الذي اتخذته جماعات شيعية من الإساءة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
أما على المستوى النصراني، فجاءت قضية هجرة أو “اختفاء” نصارى الشرق الأوسط، التي ناقشها مؤتمر الأساقفة بالفاتيكان، والحديث عن “اضطهاد” نصارى المشرق، كما أثارت تصريحات الأنبا بيشوي الرجل الثاني في الكنيسة المصرية انتقادات واسعة بعد وصفه للمسلمين بأنهم “ضيوف” على مصر، وتشكيكه في بعض الآيات القرآنية التي تنفي صلب المسيح عليه السلام.
وفيما يلي قائمة أعدها موقع “أون إسلام” استنادا لتقييمات خبراء، وتقارير إعلامية عربية وغربية من بينها مجلة “التايم” الأمريكية لأهم 10 أحداث دينية عالمية وقعت عام 2010:

 1- دعوة قس أمريكي لحرق القرآن 

جاء إعلان تيري جونز راعي كنيسة بولاية فلوريدا الأمريكية تنظيم حملة “لليوم العالمي لحرق المصحف” في الذكرى التاسعة لهجمات 11 شتنبر، كأبرز الأحداث الدينية التي وقعت عام 2010، وذلك رغم تراجعه عنها بعد وقت قصير. وأثارت حملة جونز وقتها عاصفة من الاحتجاجات ضد حرق القرآن، من مؤسسات إسلامية ونصرانية تندد بـ”الكراهية” التي تحملها دعوة جونز، ومحذرين من مغبة حرقه للقرآن الكريم وزيادة التوترات بين المسلمين والنصارى حول العالم.
كما دعت منظمات إسلامية عديدة في مختلف أرجاء العالم إلى الرد على محاولة حرق القرآن، من خلال تنظيم فعاليات تعرف العالم بالدين الإسلامي السمح تحت شعار: “اقرأه قبل أن تحرقه”، أو “اقرأ ولا تحرق”.

2- “جراوند زيرو”
يعتبر مشروع بناء مركز إسلامي في المنطقة المعروفة بـ”جرواند زيرو” القريبة من موقع هجمات 11 شتنبر حدثا بارزا في 2010؛ بسبب الجدل الذي صاحبه؛ حيث عارض بناءه ما لا يقل عن 60% من الأمريكيين، بحسب استطلاعات الرأي.
وبينما أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تأييده لحق المسلمين في بناء المركز، استناداً للحريات التي يكفلها الدستور الأمريكي، عارض كثير من أهالي ضحايا الهجمات الإرهابية بناء المركز؛ بسبب الذكرى الأليمة التي خلفتها الهجمات وفقدانهم أبناءهم.
واعتبرت مجلة “التايم” الأمريكية أن سلسلة الاحتجاجات التي أثيرت من قبل جماعات مختلفة حول بناء المركز، مثل: حزب الشاي المعروف بعدائه للمسلمين تمثل شعارا للجدال “المزعج” حول استيعاب المسلمين في الولايات المتحدة.

3- تنامي “الإسلاموفوبيا” بأوروبا
خلال الإثني عشر شهراً الماضية زادت موجة العداء للإسلام (الإسلاموفوبيا) في غرب أوروبا، على الرغم من محاولات العديد من المسلمين المعتدلين التقارب والحوار بالتي هي أحسن مع غيرهم.
ومن بين أبرز التحركات التي وقعت خلال عام 2010: مواصلة التضييق على ارتداء الحجاب والنقاب خاصة في غرب أوروبا، وكان أحدثها إسبانيا التي فرضت حظراً على النقاب في المباني الحكومية الشهر الماضي. وكانت فرنسا من أوائل دول غرب أوروبا التي أقر برلمانها حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة، وفتحت هذه الخطوة من جانب فرنسا الباب أمام عدة دول لإقرار حظر ارتداء النقاب، ومنها: هولندا، والدنمارك، وبريطانيا، وبلجيكا.
كما تنوعت هذه التحركات ما بين احتجاجات على إقامة مراكز إسلامية ومساجد، بالإضافة إلى أعمال عنصرية ضد أشخاص لكونهم مسلمين، والدعوات التي انتشرت حول العالم لعقد مؤتمرات لمكافحة ما يطلقون عليه “أسلمة أوروبا”.
وتشهد العاصمة الفرنسية باريس أول مؤتمر أوروبي لمقاومة الأسلمة في أوروبا، والذي يبدأ فعالياته يوم 18 دجنبر الجاري، بمشاركة العديد من المنظمات اليمينية والشخصيات المعروفة على مستوى القارة الأوروبية بعدائها للإسلام، بينما تتوالى التصريحات العدائية للمسلمين من شخصيات سياسية أوروبية يمينية، كالهولندي خيرت فيلدرز والفرنسية مارين لوبان.

4- الطيب شيخا للأزهر
بعد وفاة الشيخ محمد طنطاوي، جاء تعيين الدكتور أحمد الطيب شيخا للأزهر في شهر مارس من الأحداث الدينية الكبرى التي وقعت خلال عام 2010.
ويرى مراقبون أن مؤسسة الأزهر تحولت في عهد الطيب، والذي لم يتعد أشهرا قليلة، إلى مؤسسة تشتبك مع الأحداث العالمية والمحلية، ولها دور أكثر فعالية وعملية في الإعلاء من منهج وفكر “الإسلام الوسطي”.

5- رد فعل شيعي رافض للإساءات!
رد الفعل الذي اتخذته مجموعات شيعية من الإساءة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، كان من أبرز الأحداث الدينية بين السنة والشيعة.
وكانت مجموعة شيعية كويتية قد أقامت حفلا في العاصمة البريطانية لندن خلال شهر رمضان المبارك للاحتفال بذكرى وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعرض المشاركون في الحفل بالإساءة إلى عرض الرسول الكريم والنيل من أم المؤمنين، واتهموها بأنها “هي من قتلت الرسول الكريم”.
وأسفرت تصريحات الإساءة عن استنكار عشرات من الرموز الدينية الشيعية البارزة في السعودية والخليج وإيران؛ لكنها تصريحات لا تنطلي إلا على من يجهل شعار الشيعة: (التقية ديني ودين آبائي، ومن لا تقية له لا دين له)، فإذا عرف هذا لاح لكل عاقل أن من كان الكذب شعاره استحال تصديق أخباره.

6- تصريحات بيشوي
أثارت تصريحات الأنبا بيشوي -سكرتير المجمع المقدس، والرجل الثاني في الكنيسة القبطية المصرية شهر سبتمبر الماضي، وقوله إن المسلمين “ضيوف” على الأقباط في مصر، وتشكيكه في آيات القرآن الكريم التي تنفي صلب المسيح عليه السلام، ردود أفعال فعل غاضبة. واكتفى البابا شنودة، بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية بإبداء أسفه عن الضرر الذي أصاب المسلمين من جراء هذه التصريحات، لكنه لم يعتذر صراحة.
وبعد التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها بيشوي، اعتبر مفكرون أقباط ومسلمون أن تصريحاته تعبر عن تحول في خطاب إدارة الكنيسة الحالية، راصدين لهجة استقواء في التصريحات، ومستشهدين على ذلك بإصرار الكنيسة على منع تحول عدد من زوجات الكهنة للإسلام واحتجازهن في أديرة نائية، وإجبار الدولة على تسليمهن إليها.

7- “اضطهاد” نصارى الشرق الأوسط
احتلت قضية “اضطهاد” نصارى الشرق الأوسط أولوية النقاشات في مجمع “سينودس الأساقفة” الخاص بأساقفة الشرق الأوسط في مدينة الفاتيكان الشهر الماضي، وفي مؤتمرات نصرانية أخرى؛ حيث حذروا من تناقص أعداد النصارى في الشرق الأوسط، ونزوح الآلاف منهم تحت ضغط التوترات السياسية سوف يؤدي إلى اختفائهم.
كما أشار الأساقفة إلى أن هناك عوامل أخرى تساهم في نزوح النصارى من المنطقة من بينها “الوضع الاجتماعي المنذر بالخطر في العراق بشكل خاص؛ حيث هاجر قرابة نصف النصارى الذين كان عددهم يقدر في عام 2003 بنحو 850.000 فرارا من العنف والاضطهاد، وكذلك “عدم الاستقرار السياسي في لبنان”.
وتطرقت قائمة مجلة “التايم” الأمريكية إلى قضية “اضطهاد مسيحيي الشرق الأوسط”؛ حيث قالت إنها من بين “أسوأ 10 أحداث تخص الأديان في العالم خلال 2010”. وأضافت المجلة الأمريكية أن “ازدياد الهجمات التي استهدفت مسيحيي الشرق أواخر شهر أكتوبر وأوائل شهر نوفمبر 2010 سرعت من وتيرة فرارهم خارج بلادهم”، وضربت المجلة مثالا لنصارى العراق قائلة: “ما لا يقل عن 11 موقعا مسيحيا في بغداد كانوا هدفا لتفجيرات متزامنة، أدت لمقتل ستة أشخاص، وجرح أكثر من 30 خلال هذا العام”، وربطت بين هذه التفجيرات والهجوم على كنيسة “سيدة النجاة” في 31 أكتوبر؛ مما أسفر عن مقتل أكثر من 50 عراقيا نصرانيا.

8- الفاتيكان وفضيحة التحرش الجنسي بالأطفال
كشفت تقارير إعلامية في شهر مارس 2010 عن مئات الانتهاكات المتعلقة بتعديات جنسية على أطفال ارتكبها قساوسة تابعون للفاتيكان في أيرلندا وألمانيا وبلجيكا، وقامت الهرمية الكنسية بغض الطرف عنها، بينما اعتبره مراقبون أخطر الأزمات التي واجهت الكنيسة الكاثوليكية في السنوات الأخيرة.

9- ترسيم المرأة كاهنا

لأول مرة في التاريخ يوافق ممثلو الكنائس الإنجيلية “البروتستانتية” الشرقية خلال عام 2010 على أحقية المرأة في الرسامة لرتبة “كاهن” داخل جميع كنائس الطائفة بدول الشرق الأوسط، ومنها مصر، خلافا للعرف السائد في الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية.
وعند ترسيم النساء قساوسة في كنيسة إنجلترا وصف الفاتيكان هذا الأمر بأنه “عقبة” في طريق المصالحة بين أتباع الكنيسة الأنجيليكانية والكاثوليك، واعتبروا أن اعتماد المرأة “ضد إرادة المسيح الذي اختار رجالا فقط ليكونوا حوارييه”.

10- تأييد بابا الفاتيكان لاستخدام الواقي الذكري 
كان بنديكت السادس عشر، بابا الفاتيكان يرفض دائما استخدام الواقي الذكري بحزم، لكن البابا بدل لهجته قبل نحو شهرين، وخفف من رفضه الصارم، ولمح إلى تأييده لاستخدام الواقي في بعض الحالات الفردية مثل الإصابة بمرض الإيدز.
واعتبر مراقبون أوروبيون أن تصريح البابا تغييرا مهما؛ لكونه “يدعم المصابين بمرض الإيدز، ومن قد يصابون به في المستقبل”، وتحولا في رأي الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تعارض أي وسيلة لمنع الحمل باعتباره “عملا شيطانيا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *