المقرئ عبد العزيز الكرعاني: الإدمان على الاستماع للقرآن الكريم يجعل في القلب ملكة لتدبر القرآن حاوره: إبراهيم بيدون

ما هي الرسالة التي يمكن توجهونها للشباب لإصلاح علاقتهم مع القرآن الكريم؟
الحمد لله والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أولا نحمد الله تبارك وتعالى أن يسر لنا هذا اللقاء السنوي مع إخواننا في مدينتي سلا والرباط والنواحي؛ اجتمعوا على كلام الله تبارك وتعالى، يسمعونه وينصتوا إليه ويتدبروه ويعملوا به؛ فرسالتي إلى إخواني وأخواتي ما دام هذا الجمع على كلام الله، فإننا ولله الحمد بخير وعلى خير.
علينا أن نعلم جميعا رجالا ونساء وأطفالا أن العز والتمكين والغلبة لهذه الأمة بالقرآن الكريم؛ فأهل القرآن هم المقدمون في كل شيء، أهل القرآن هم الذين قادوا وسادوا، أهل القرآن هم الذين مكن لهم، أهل القرآن كان يقدمهم النبي عليه الصلاة والسلام في كل شيء.
يقدمهم في الإمامة فقال عليه الصلاة والسلام: «يؤم الناس أقربهم لكتاب الله»، كان يقدمهم كذلك في الولاية.. إذا كان الرجل تاليا لكتاب الله عالما بالفرائض، فإنه كان يقدم في الولاية؛ ليلي أمور المسلمين.
مقدمون حتى في قبورهم؛ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم له أكثر من ميت، كان يسأل قبل أن يلحد: مَن مِن هؤلاء الموتى أكثر أخذا للقرآن؟ فإذا أخبر أن فلانا أكثر أخذا للقرآن فإنه يقدمه في قبره.
أرأيتهم هذه المكانة العلية والرتبة السنية التي حبا الله عز وجل بها أهل القرآن.
فعلينا معشر الشباب والشيوخ والنساء والرجال والأطفال أن نعتني بهذا القرآن الكريم وبحفظه وتلاوته ومدارسته وفهم معانيه وما ورد فيه؛ حتى يكتب الله عز وجل لنا العزة، ولهذا قال الله عز وجل: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}، فمن أخذ شيئا من القرآن وحفظه وعمل به وبلغه يعتبر من أهل القرآن وصفوتها، واختارهم الله عز وجل لتكون صدورهم أوعية لكلامه سبحانه وتعالى.

ما هي أسباب ووسائل تحصيل تدبر كتاب الله تعالى، وهل يكفي الصوت الحسن للإمام لتحصيل ذلك؟
لا شك أن الصوت الحسن هو وسيلة من وسائل التدبر، فإذا كان الرجل أو المرأة عالمين باللغة العربية يفهم معانيها، فإن هذا يكون أسهل في تدبر كلام الله تبارك وتعالى، وكذلك هناك أسباب معنوية، فحتى لو كان الإنسان عالما باللغة العربية فيتيسر له تدبر ما يقرأ الإمام والسبب هو الابتعاد عن المعاصي وعن منغصات القلب، وعن المسائل التي تحول بين العبد وتدبر كلام الله تبارك وتعالى، والإدمان على الاستماع والإنصات للقرآن الكريم يجعل في هذا القلب ملكة لتدبر كلامه سبحانه وتعالى.
وأقول لإخواني: التدريب المستمر على القراءة والتدبر سيسهل فهم كلام الله تبارك وتعالى.
ما هي الآثار والمنح التي يجنيها العبد من حفظ كتاب الله تعالى؟
أريد أن أتحدث وأشير لتجربتي الذاتية، فعبد ربه انتقل من الغناء إلى القرآن؛ ولا شك أن العبد إذا حمل كتاب الله واستفرغ جهده، وبذل وسعه، لأن يحصِّل من القرآن الكريم ما يملأ به قلبه؛ فإن الله عز وجل يكرمه في الدنيا والآخرة.
وكما تعلمون أن حملة القرآن هم طهارة المجتمع ونقاوة المجتمع، فهذا من إكرام الله عز وجل لهم، بمجرد أن يحمل العبد كلام الله عز وجل هو في الرتبة العلية في المجتمع، ينظر إليه المجتمع نظرة الإجلال والتقدير، ومن هنا كان أهل القرآن كما قلت المقدمون في كل شيء، فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل احترام وتقدير أهل القرآن من إجلال الله سبحانه وتعالى، قال عليه الصلاة والسلام: «إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط»، أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، فهذه المجموعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ينبغي أن تكرم وتجل وتعظم.
وأهل القرآن هم أحق من يحترم ويقر ويجل، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا حب كلامه سبحانه وأن يجعلنا وإياكم من حفظة القرآن الكريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *