الصوفية في تركيا خدمت الإسلام وشوهته في آن!!

التدين التركي
الأسرة: هل نفهم إذن أن التدين في تركيا لا يعني الإسلام في صورته الصحيحة؟
الشيخ: عندما يطلق على الشخص في تركيا (متدين) يعني ذلك أنه محافظ على الصلوات ولكن فهمه الخاطئ للدين يجعله يرتكب بعض المخالفات، مثل ترك جماعة المسجد؛ بل ربما تجد الرجل يشرب الخمر ويصلي أو المرأة تخلع حجابها وتصلي ويقولون هذا شيء آخر، وكل هذا بسبب الجهـل.
انتشار الصوفية بتركيا
الأسرة: تنتشر الجماعات الصوفية في تركيا وهي كما نعلم أن لها نفوذاً فماذا فعلت الصوفية للإسلام هل خدمته أم شوَّهته؟
الشيخ: هذا السؤال يطرح كثيراً والحقيقة إذا أنصفنا القول، نقول إنهم خدموا الإسلام وشوهوه أيضاً، شوهوا الإسلام بخرافات وعادات ما أنزل الله بها من سلطان؛ بل هي من الشركيات، ولكنهم حافظوا على الإسلام في الظاهر، فنجد أهل الصوفية هم الوحيدون الملتزمون بشدة في مدارس تحفيظ القرآن ولم تنتشر مدارس تحفيظ القرآن [في تركيا] إلا بجهودهم، ولم يكثر الحفاظ إلا بسببهم، وكذلك إطلاق اللحى، وانتشار الزي الملتزم بتعاليم الإسلام.
الفرق بين صوفية تركيا والصوفية العربية
الأسرة: هل تختلف الصوفية في تركيا عن الصوفية في أقطار العالم الإسلامي الأخرى؟
الشيخ: ليس هناك اختلاف كبير؛ ولكن في العموم هم أخف فلم ينتشر عندهم الضرب بالحراب أو السيخ أو الرقص وشد الرحال والطواف بالقبور.
ونسبتهم كبيرة في تركيا، ولهم طوائف أكبرها (النقشبندية) و(القادرية) وإذا قيل لك هذا مسلم تركي يتبادر إلى ذهنك أنه نقشبندي حنفي وماتريدي، إلا القليل منهم.
السنة قليلون في تركيا
الأسرة: هل يعني هذا أن أهل السنة قليلون جداً؟
الشيخ: مع الأسف تركيا غير محظوظة بدعوة أهل السنة الحقة لأن الدولة العثمانية قامت على المذهبية الصوفية، والصحوة في تركيا متأخرة عن العالم الإسلامي بأكثر من 50 سنة، فالدعوة السلفية في تركيا ولدت ولادة غير طبيعية لأنها بلا جذور، وإنما دعوات فردية لأشخاص درسوا في الجامعات الإسلامية خارج تركيا، فأتوا ينشرون الدعوة على نطاق ضيق، وقد طفت في تركيا قرابة ثماني سنوات ولم أجد شخصاً يتبنى الدعوة السلفية، وذلك قبل عشر سنوات، أما الآن فيوجد 400 شخص تقريباً يتبنون الدعوة والحمد لله.
المستقبل للإسلام
الأسرة: مستقبل الصحوة في تركيا كيف تنظرون إليه، وخصوصاً على منهج أهل السنة والجماعة؟
الشيخ: الحمد لله الصحوة بدأت تنتشر في تركيا بين جميع طبقات المجتمع من أطباء ومهندسين وأساتذة وعامة الشعب، والحجاب بدأ يعود واللحى أيضاً، وقد استطاع المسلمون المتمسكون بدينهم إثبات وجودهم في جميع طبقات المجتمع، حتى إنهم قاموا ببناء فنادق خمس نجوم خالية من المسكرات.
أما صحوة أهل السنة على وجه الخصوص في تركيا فهي جيدة أيضاً، ونتعرض إلى نقطة مهمة وهي أن نجاح العلمانيين في الاستمرار في الحكم هو أن عملهم (مؤسسي) وليس (مركزياً)، أي أنهم ينتشرون في كل مكان، شاه إيران مثلاً مسخ الإسلام مسخاً وعندما ذهب، ذهب حكمه الذي كان يعتمد عليه فقط أي (مركزي)، أما في تركيا فالأمر يختلف، فالعلمانيون يدرسون الأطفال منذ الصغر المبادئ العلمانية، فإذا ما كبر الصغار نشأ لديهم فكر علماني يحل المعتقدات ويورثها للجيل الآخر .. وهكذا.
الأسرة: وماذا عن نشاطكم في تركيا؟
الشيخ: عندما قدمت إلى تركيا قبل 17 سنة كانت فتاوى شيخ الإسلام قد ترجم منها 6 أجزاء تقريباً، وقتها كفروا شيخ الإسلام والمترجمين ودار النشر أيضاً، ولكن الآن الأمر مختلف جداً، والفضل في ذلك لله ثم لكتاب “زاد المعاد” فعندما أردنا طباعته بالتركية قال لنا صاحب المطبعة: إن المؤلف وهابي ولن يشتري منكم أحد، فقلنا له: إن هذا الكتاب مجرد كلام عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فطبعناه وانتشر ولله الحمد بسرعة مذهلة، ورجع الناس إلى كتب شيخ الإسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *