.ثورةُ المَنْطِقِ في وَجْهِ البَابَا.. صالح العمري

أين العدالةُ والهُدى والمَنْطقُ؟! *** والقسُّ جانٍ.. والمؤرِّخُ أخْرَقُ!
والرَّبُ ثالوثٌ – تعــالى جَـدُّهُ- *** هـــو واحـــدٌ لــكــنّهُ مُتَفَــــرِّقُ!
أينَ العدالةُ والهُدى والمَنْطقُ *** والأمُّ تَحْــمِل بالإلــهِ وتَطْـلقُ!
فهو الجنينُ تَحَشْرَجَتْ أوْدَاجُه *** وهو الرضيعُ المُسْتَغِيثُ المُوْثَقُ!
وهو الغريبُ هنا يطاردُهُ الظما *** طَوْرا فيُسْقَى، أو يَجُوعُ فيُرْزَق!
وهو الطريدُ هنا..المُعذَّب هاهنا *** وهناك في عَرْضِ الصليبِ مُعَلَّقَُ!
وهو الدَّفَيْنُ هنا ثلاثا فأعْجَبُوا *** من ذا الذي يُحيي بهن ويرزقُ؟!

أين العدالةُ والهُدى والمَنْطقُ؟! *** والذَّنْبُ إرثٌ والمُخَلِّصُ يُشْنَقُ!
ورقابُهُــمْ أُسِـــرَتْ بزلّـــةِ آدم ٍ .. *** مالي بوزرِ الآخَرِينَ أُطَـــــوَّقُ؟!
واللهُ أوســعُ رحمةً وعــــدالـــــةً *** من أن ْ يُجَرِّمَهُمْ ولمّـــــا يُخلقوا
وأرى المُخَلِّصَ لَمْ يُخلّصْ نَفْسَه *** وهو الضَّعيفُ المُسْتَباحُ المُرْهَق!
وصكوكُ غُفْرَانِ الذُّنُوبِ تِجَارةٌ *** فالقسُّ يَجْمَعُ والكنيسةُ تَعْــــتـِــقُ
وتُقَدَّسُ الصُلْبَانُ إجماعاً وقـد *** صُلِبَ الإلهُ بها فأينَ المَنْطِقُ؟!

أين العدالةُ والهُدى والمَنْطقُ؟! *** والقِسُّ يكْذِبُ والحقائقُ تُزْهَقُ
فإذا اليهــــودُ القَاتِلونَ بِعُرْفِــهمْ *** رَمزُ البَــرَاءِ..وقسُّـــهم يتملّـــقُ
كم هيّجَ الأحقادَ في حَمَـلاتِهِ *** ولِكُلِّ جَيـْــشٍ للقسَاوسِ فيلقُ!
نيرانُ كُرهٍ في حُطامِ ملاحِـمٍ.. *** والموتُ يُرْعِدُ، والعَدَاوةُ تُبْرِقُ
وَفَدوا إلى أَرْضِي بِكلِّ سَريِّــةٍ *** فَبَكَتْ فلسطينُ وضجَّ المَشْرِقُ..
ومَحَاكمُ التَّفْتِيشِ يَشْهَدُ قَبْوهَا *** بِجَحِيمِها وسجونُها والخَنْدَقُ..
وأبو غريبِ فضائحٌ مشهـــودةٌ *** وسجونُ كوبــا أنَّــةٌ تتحرّقُ
وَغَدَتْ رُبا الأَفْغانِ قاعاً صفصفاً *** وهنا العراقُ ضغائنٌ تتدفّقُ
عيسى رَسُولُ محبةٍ وتسامحٍ *** والقِسُّ يَعْبَثُ في البلادِ ويَحْرِقُ!
عيسى لأخْلاقِ الوَفَاءِ منَـَارةُ *** والقِسُّ يَغْدُرُ بالعِبَادِ ويَسْـــرق !
عيسى يُقيمُ المَيـْتَ من غَفَواتِهِ *** والقِسُّ يَغْتَالُ الحَيَاةَ ويُزْهِقُ !

أين العدالةُ والهُدى والمَنْطقُ؟! *** والفِكْرُ يُغْمَطُ.. والحِجَا مُسْتَغْلَقُ
حاربتُمُ العِلْمَ الحديثِ بِغِلْظــة ٍِ *** ودمــاءُ “غاليلو” هُنالكَ تُهْــــرَقُ!!
وغللتُمُ العَقْلَ الصَّرِيحَ تَعَنُّتـــــــا *** فإذا رؤى الإلحـــــــادِ ظلٌّ مُوْنِقُ
ولِكلِّ إنجيلٍ لديكم وُجْهــــــــةٌ *** والزَّيْفُ في أصْلِ الروايةِ يُوبِقُ..
والسِفْرُ عندكمُ عُــرى وثنيّــةٍ *** عن بولسٍ .. وهو الدَّعيُّ المُلْصَقُ
وكتــــابُنا متـــواترٌ.. ونبيُّنـــــا *** خيرُ البريَّــة ِ.. والحديثُ مُوثَّقُ..
و”عشاؤكم” فيهِ القساوسُ تحتسي *** أمَّ الخبائثِ والجموعُ تُصَّفِّقُ
و بشرعِِكم لا للتعددِ.. والزِّنَــــــا *** متيسِّرٌ .. والزوجُ ليستْ تَطْلُقُ !!
الزاهدونَ عن الزواجِ وقسٌّــهم *** يُثني على خُلِقِ الشذوذِ فيغْدِقُ

أين العدالةُ والهُدى والمَنْطقُ؟! *** وروايـــةُ التـــأريخِ لا تتمـلّقُ..
لمّا حكمْنا الأرضَ أشرقَ دينُنا *** نوراً.. وراياتُ الأمانِ تُحلِّقُ..
وتألقتْ شمسُ الحضَارةِ في الدُّنــا *** عــدلاً وعلمـــاً وائتلافـــا يعْبِقُ..
تلْكَ القصورُ الشامخاتُ شواهدٌ *** للدهرِ بالحُقِّ المُغيَّبِ تنْطِقُ
فاسألْ بلنْسية وقرْطُبة النـَّـدى *** وصروحُها بالمُعْجزاتِ تَفـَــتَّقُ
واسألْ سُهولَ القِبْطِ كيف تسربلتْ *** أمناً، وآيـــاتُ العهودِ توثَّق
حتى إذا دارَ الزمانُ لكُمْ غدتْ *** أرضي بأصنافِ العَداوةِ تفْهَقُ
فإذا بلادُ الشامِ نــــــارٌ تصْطَلي *** والقُدْسُ تُسْبى والخليلُ وجِلَّـقُ..
وإذا بذورُ الكُرْهِ تربو نبتـــهً *** للثائرينَ وفَجْـــرُهُمْ يَتـَـفلّـــــَقُ
فإذا فلــولُك مُسْـــلِمٌ ومُســلِّمٌ *** والهالكونُ كأنَّهُـمْ لَمْ يُخلقـــــوا…

أين العدالةُ والهُدى والمَنْطقُ؟! *** والعقلُ يحجبُه الظلامُ المُطْبِقُ..
ما دينُكم يا أيُّها البابا ســـوى *** إرهابِ رُهْــبَانٍ .. و حُمْــقٌ يغْـــرِقُ..
فتكتْ بنـــا الفتيكــانُ فَتْكاً حينما ***غابَ النُّهى دهراً وطاشَ المنطقُ..
دعني أُخاطبُ كلَّ صاحبِ فِطْنةٍ *** واللهُ يَهْدي من يشاءُ ويُعْـــتِقُ..
يا ابن النصارى آنَ أنْ تصحو فقدْ ***جـَارَتْ سياستُكم و ضــلَّ البـِطْرقُ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *