قال تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} (النحل105).
فالآية الكريمة تمثل تحذيرا شديدا لكل من سولت له نفسه افتراء الكذب، ومن أكبر مفتري الكذب الروافض، الذين يتخذون منه دينا، تحت مسمى التقية، فما زالوا يكذبون حتى استحقوا بذلك لقب أكذب الطوائف.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ) -رحمة الله عليه-: «وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب .
ومن جملة افتراءاتهم ادعاؤهم الكاذب حبَّ آلَ بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- ومناصرتهم، هذه الفرية التي انخدع بها بعض المسلمين زمنا طويلا.
متخذين منها لافتة يلوحون بها ويخفون وراءها كثيرا من عقائدهم ومعتقداتهم التي وضعها أصحاب العمائم وألصقوها بآل البيت كذبا وزورا.
روايات شوهوا بها حقيقة آل البيت -عليهم السلام- من حيث أرادوا الثناءَ عليهم ومدحَهم، ونسبوا إليهم ما هم منه برآء.
نسبوا إليهم أقوالا تفوح منها رائحة الكذب والتدليس والافتراء، أقوالا لا يجد أي عارف بسيرة هؤلاء الأطهار عناء في معرفة زيفها وافترائها.
ومن هنا أحببت أن أجمع هذه الكلمات التي أردتها تحذيرا من هؤلاء القوم وافتراءاتهم، وبلسما شافيا لكل من التبست عليه حقيقة هذه الافتراءات، وسَمْتُهَا ب«آل البيت المفترى عليهم». والله اسأل أن يجري الحق على لساني وقلمي إنه ولي ذلك والقادر عليه.
1- محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
محمد رسول الله أفضل البشر على الإطلاق، شهد بعظمته القاصي والداني، لا يتم إيمان المرء إلا بحبه وتوقيره واحترامه، وكلها خصال توارثها المسلمون جيلا بعد آخر، حتى تمخضت اليهودية لتلد ديانة مجوسية جديدة لا تراعي في هذه الخصال إلاًّ ولا ذمة، بل تتخذها غرضا لافتراءاتها وأراجيفها الباطلة المبطلة انتصارا لمضغة الحقد التي رضعتها من ثدي اليهودية.
أ- يتهم الهالك الخميني الرسول الأمين بعدم التبليغ -كذبا وافتراء عليه-:
فيقول الخبيث: «وواضح أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقا لما أمر به الله وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك ولما ظهر ثمة خلافات في أصول الدين وفروعه» .
ويضيف: «لقد جاء الأنبياء جميعا من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم لكنهم لم ينجحوا حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية وتنفيذ العدالة لم ينجح في ذلك» .
ب- ويقول الكليني في الفروع من الكافي رواية عن أبي جعفر عليه السلام كذبا عليه وافتراء على رسول الله، قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر إلى ظهر المدينة على جمل عاري الجسم فمر بالنساء فوقف…» .
هذه بعض الافتراءات الشيعية على سيد البشرية، اتهام، خذلان وبهتان، افتراءات ترفضها الفطر السليمة، وتردها العقول المستقيمة، إلا فطر وعقول الشيعة المنتكسة.
2- علي بن ابي طالب
فضل علي -رضي الله عنه- ومكانته عند أهل السنة من الحقائق الثابتة التي لا تحتاج لمزيد كذب وكثرة افتراء لإثباتها، وكتبنا عامرة بذكر فضائله ومناقبه، وإنزاله المنزلة اللائقة به بلا إفراط ولا تفريط.
ولكن الشيعة الغلاة أرادوا رفعه فوق قدره لذا عمدوا إلى الكذب والافتراء عليه -رضي الله عنه وأرضاه- حتى نسبوا إليه علم الغيب وألهوه عياذا بالله.
أ – يفتري الشيعة على علي -رضي الله عنه- أنه قال: «أنا الأول وأنا الآخر وأنا الظاهر وأنا الباطن وأنا وارث الأرض» .
ب – وتعتقد الشيعة بأن الرب هو الإمام الذي يسكن الأرض، ففي «مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار» (ص59):أن علياً كما يفترون عليه قال: «أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به».
ج – وفي الزيادة الجامعة الكبيرة لأحمد الأحسائي (1/70)، كذبا وافتراء: (في هذه الإشارات الإشارة بقول علي-عليه السلام-: «أنا فرع من فروع الربوبية»).
د – ذكر المجلسي في بحار الأنوار (303/4) خبرا في مسألة قضاء الإمام علي رواية عن الإمام جعفر بن محمد الصادق: «أن امرأة قد تعلقت برجل من الأنصار كانت تهواه، فأخذت بيضة وصبت البياض على ثيابها وبين فخذيها فجاءت إلى الخليفة عمر بن الخطاب تدعي على الأنصاري، فنظر أمير المؤمنين علي إلى البياض على ثوب المرأة وبين فخذيها فاتهمها»، أي بالكذب.
روايات لا خطام لها ولا زمام، يروجون الباطل، ويفترون الكذب، على هذا الإمام العلم البريء منهم براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
3- فاطمة الزهراء رضي الله عنها
فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- ابنة رسول الله صلى الله عليها وسلم، سيدة نساء أهل الجنة، التي خاطبها أبوها قائلا: «…ويا فاطمة بنت محمد، سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئا». يتخذها الرافضة الجهال غرضا لافتراءاتهم:
أ – يقول الهالك الخميني: «لم تكن الزهراء امرأة عادية، كانت امرأة روحانية، امرأة ملكوتية… لم تكن امرأة عادية بل هي كائن ملكوتي تجلى في الوجود بصورة إنسان… بل كائن إلهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة» .
ب – يروي الكُلَيْنِيُّ عن جعفر الصادق أنه قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: إن فاطمة عليها السلام ستلد غلاماً تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين عليه السلام كرهت حمله، وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبوعبد الله : لم تُرَ في الدنيا أُمُّ تلد غلاماً تكرهه، لكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل قال: وفيه نزلت هذه الآية (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا) .
ت – روى الكُلَيْنِيُّ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن فاطمة عليها السلام قالت لرسول الله: «زوجتني بالمهر الخسيس؟ فقال لها رسول الله: ما أنا زوجتك ولكن الله زوجك من السماء» .
وهناك روايات عديدة، جادت بها قرائح المعممين المنكوسة وأفهامهم المعكوسة، تطعن في الزهراء رضي الله عنها كذبا وافتراء، بنسبة ما ننزهها عنه -نحن أهل السنة- رضي الله عنها وأرضاها.
4- الحسن والحسين رضي الله عنهما:
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وسبطا رسول الله وريحانتاه، ابنا علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء رضي الله عنهما. ولمجرد أنهما من آل البيت الأطهار كان لهما نصيبهما من سهام الرافضة كذبا وافتراء عليهما.
أ – يقول محمد بن علي الشجري في «فضل زيارة الحسين» (ص40): قال الحسين بن علي عليه السلام: «من زارني بعد موتي زرته يوم القيامة، ولو لم يكن إلا في النار لأخرجته منها».
ب – روى الكشي عن أبي جعفر أنه قال: جاء رجل من أصحاب الحسن عليه السلام يُقال له سفيان بن ليلى، وهو على راحلة له، فدخل على الحسن عليه السلام، وهو مختبئ في فناء داره، فقال له: السلام عليك يا مذلَّ المؤمنين: قال الحسن وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلى أمْرِ الأمة، فخلعته من عنقك، قلدته هذا الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله .
هذه بعض الصور التي رسمها الشيعة عن آل البيت، كذبا افتراء عليهم، بصناعة روايات غريبة عجيبة وإلصاقها بهؤلاء الأطهار لتشويه حقيقتهم، فما كان منها إلا أن شوهتهم هم أنفسهم، وبقيت مكانة آل البيت قمة شامخة لا تنالها أيدي هؤلاء الأنجاس.