كشفت صحيفة أمريكية عن مخطط أمريكي إيراني لتمكين الحوثيين من العاصمة اليمنية صنعاء.
وبحسب تقرير نشرته نيويورك تايمز الأميركية تحت عنوان «ثمن التخلي عن اليمن»، فإنه كان هناك تنسيق أميركي إيراني لسيطرة الحوثيين في اليمن، مشيرًا إلى البيان الأخير الصادر عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والذي قال فيه: إن لدى إيران دورًا في محاربة «الدولة الإسلامية»، يشير إلى أن أميركا ستجعل أولويتها التواصل مع إيران والحوثيين في اليمن مستقبلًا.
واعتبرت الصحيفة الأميركية الشيء المؤسف لليمنيين أن الحوثيين لم يقضوا فقط على المكاسب السياسية للربيع العربي، لكنهم أيضًا خلقوا انقسامات عميقة في المجتمع اليمني. فالحوثيون يروجون فقط للبندقية باعتبارها المصدر النهائي للسلطة وسقوط صنعاء يعطي دعمًا إضافيًّا للحركات الأخرى المعادية للثورة في المنطقة.
وأشارت إلى أنه خلال عطلة نهاية الأسبوع، وبعد حصار العاصمة اليمنية صنعاء لعدة أسابيع، أطاح مسلحو الحوثي فجأة برئيس الوزراء اليمني واستولوا على وزارة الدفاع ومحطة التلفزيون الحكومي والبنك المركزي، وتصاعد الدخان من مقر الفرقة الأولى مدرع في صنعاء يوم الأحد الماضي خلال هجوم الحوثيين.
وقال التقرير: إن الاتفاق -الذي وقعه الرئيس عبد ربه منصور هادي الأحد الماضي- هو اتفاق بإملاء الحوثيين، وبرعاية مبعوث الأمم المتحدة، لافتا إلى حصول الحوثيين على تنازلات من الحكومة بعد الاعتداء على العاصمة في 21 شتنبر2014.
واتهمت الصحيفة الأميركية الحوثيين بتشكيل تحالف مع الرئيس السابق ضد العدو المشترك لهم والمتمثل باللواء علي محسن الأحمر مستشار الرئيس هادي والذي ينتمي لحزب الإصلاح وفقًا للصحيفة.
هذا وكشفت مصادر استخباراتية في العاصمة اليمنية صنعاء أن عناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني ولـ«حزب الله» كانت تقوم بتدريب جماعة الحوثي في شمال اليمن؛ لمساعدتها على تنفيذ أجندتها السياسية والعسكرية في العاصمة.
وقالت المصادر، في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية الصادرة: إن الحوثيين، الذين واصلوا حملات مداهماتهم لمنازل السياسيين والوزراء ومن بينها منزلا رئيس جهاز الأمن القومي، الدكتور علي حسن الأحمدي، ومنزل اللواء علي محسن الأحمر مستشار الرئيس للشؤون العسكرية، استولوا على وثائق استخباراتية مهمة.
وقال سكان في صنعاء للصحيفة: إن الحوثيين اقتحموا عدة مساجد وفرضوا خطباء منهم بعد طرد القائمين عليها المعتمدين من وزارة الأوقاف، وهو ما أثار سخط واستياء المواطنين وعدوه محاولة لفرض أفكار الجماعة المذهبية على الناس.
ويواصل الحوثيون السيطرة على العاصمة صنعاء رغم توصل الحكومة اليمنية إلى اتفاق معهم يدعو لتشكيل حكومة أكثر شمولًا تعمل على تعزيز الشفافية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، إضافة إلى مواصلة الإصلاحات العسكرية والأمنية ووقف فوري لإطلاق النار وإنهاء مظاهر العنف في شوارع العاصمة صنعاء التي استمرت عدة أيام.