العلمانيون يلعنون الديمقراطية والإسلاميون انتخبهم العفاريت ذ.أحمد اللويزة

في وتونس مرورا بالمغرب ووصولا إلى مصر والطريق لا زال إلى الأمام، يكاد العلمانيون يصابون بالجنون والصرع ومرض الأعصاب وارتفاع الضغط ومرض السكري، فقدوا صوابهم وتطاير زبد أفواههم وهم يصرخون ويولولون من شدة هول الصدمة التي أصابتهم يوم نحتهم الشعوب إلى الهامش، وكشفوا لهم عن حقيقة وجودهم، وبعد أن انجلى غبار ضجيجهم حول الديمقراطية، بدا تموقعهم داخل المجتمعات الإسلامية وكما قال الشاعر: ستعلم حين ينجلي عنك الغبار أفرسا تحتك أم حمار؟
إنهم هامشيون ويحسبون أنفسهم مهمون يتصدرون أعلى الصفحة، وجبناء يركبون حميرا ويحسبون أنفسهم فرسان على جياد.
فمنذ عقود  جثموا على قلوب العباد ومصالحهم في الوطن الإسلامي، ومنعوا أهل الدين والإيمان من الاقتراب من عرين الحكم والتسيير بدعوى أنهم أعداء الديمقراطية، وأنهم هم حراس هيكلها وسدنة معبدها، وقد نعقوا كثيرا بتقديسها، وأن غيرهم أعداؤها،  فعاثوا في الأرض فسادا، وملؤوها فجورا وانحلالا وظلما وجورا، ونهبوا خيراتها ومقدراتها، كل ذلك باسم حماية الديمقراطية وبمساندة من قوم آخرين.
اليوم وبعد أن تحاكم الجميع للصناديق الشفافة آية الديمقراطية وعنوانها الأبرز، وأفرزت هذه الأخيرة أهل الإسلام والالتزام -كل بحسبه- واختار الشعب اختيارا حرا لا إكراه فيه ولا تزوير، فوقع اختياره على من يقدر كرامته ويصون هويته وينصر دينه؛ فوهبه ثقته وفوضه تدبير شؤونه، طاشت عقول الديمقراطيين جدا وهاجوا وماجوا وتناثرت تصريحاتهم بلعن الديمقراطية التي أتت بالإسلاميين واتهموها في عرضها بعد أن كانت عندهم أقدس من كلام رب العالمين، ثم توالت الصرخات بالطعن في إرادة الشعوب وتبخيسها واتهامها بالجهل وعدم النضج والوعي وضعف الأهلية  لممارسة الديمقراطية التي لطالما طالبوا بها وألحوا عليها. فأما إن كانت الشعوب كما قالوا، فمن نشر فيهم الجهل والبلادة والأمية غير بني علمان طوال سنوات من التحكم والتدبير السيء، أم أنهم كذلك فقط لأنهم ما اختاروهم لدنياهم بله لدينهم.
وبوقاحة فجة خرجوا مولولين يتباكون كأيتام في عالم اللئام يطلبون التدخل الأجنبي في إرادة الشعوب المسلمة التي قالوا عنها زمانا أنها هي الحكم لنفسها بنفسها، فلما اختارت وحكمت ما رضوا ولا استسلموا لأنهم صنعة ديكتاتورية فاشلة، وما استيقنوا بعد أن علموا أن زمن التدخل قد مضى وانقضى. وإنها لفضيحة “بجلاجل” يا بني علمان.
ففي تونس خرجت امرأة تقدمية جدا تصرخ وتسب الشعب والإسلاميين الفائزين، وفي المغرب خرجت (عصابة من العيالات) يصرخن ضد إرادة الأغلبية، وفي مصر طالبوا بتدخل خارجي لحماية الديمقراطية العلمانية من الديمقراطية الإسلامية إن صح التعبير، والتمسوا من العسكر وقف زحف الإسلام على صناديق الاقتراع، ورغم كثرة ما أرهبوا الناس من فوز الإسلاميين عبر مختلف وسائل الإعلام  ورموهم بكل نقيصة واختلقوا في حقهم الأكاذيب والأباطيل لم يفلحوا، فانتهى أحد كبرائهم بالقول كفوا عن محاربتهم فلستم على ذلك قادرين وقد ثبت فشلكم وأن الشعوب ليسوا لكم بمستمعين.
وها هم العلمانيون الذي ألفوا الانحلال والانحراف الأخلاقي والفكري والعقدي، وصاروا له مدمنين وعليه ينافحون ومن أجله يناضلون، نراهم اليوم خائفين وجلين من أن يمنع الإسلاميون الخمر ويحاربوا الزنا، أو يفرضوا الستر والعفاف،… وكل أسئلتهم لكل سياسي إسلامي هل ستمنعون الموبقات؟َََ
تشابهت قلوبهم فسبحان الله.
هذا في الوقت الذي تطالب فيه الشعوب الإسلامية -التي عانت تهميش الديمقراطيين العلمانيين- أبسط ظروف العيش الكريم من صحة وتعليم وسكن ودخل مادي يعيد لها كرماتها وعفتها ويحميها من التسول بأعراضها وشرفها، كما أرادها بنو علمان الذين خربوا كل قيمها من خلال الإعلام الماجن والمهرجانات الفاسدة والتعليم الفاشل…، ولأنهم يعيشون الرفاهية على حساب خيرات الضعفاء لا يطالبون إلا بالحفاظ على مكتسباتهم الحداثية من كل الرذائل!
أكيد أن الإسلاميين أفرزتهم الصناديق، وصوتت عليهم الشعوب وليس العفاريت والجن، مع ذلك لا زلنا نسمع من بني علمان الحديث باسم الشعوب، ومما يقولون أن الشعوب ستنتفض ضد من يمس حرياتها الشخصية والفردية، ومعلوم ما المقصود بهذه الحريات.
ألا فقليلا من الحياء أيها الأغيار، وتورعوا قليلا فما بقي اليوم مكان للأشرار للحكم ولا للاستوزار، وإن الشعوب بالمرصاد لكل من يمس دينها وأخلاقها وكرامتها التي نرجو من الله أن يعجل بردها على يد من اختارتهم الشعوب لذلك. فإن الدنيا اليوم يقع فيها من التحول ما لا يعلم عاقبته إلا الله، ونقول لبني علمان، ناموا فلا تستيقظوا فقد فاتكم القطار على رأي (صاحب) اليمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *