«إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة» من آثار الإيمان باسم الله السميع ناصر عبد الغفور

من آفات اللسان (تتمة)
-2 النميمة

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: «واختلف في الغيبة والنميمة: هل هما متغايرتان أو متحدتان؟ والراجح التغاير وأن بينهما عموما وخصوصا وجيها؛ وذلك، لأن النميمة نقل حال شخص لغيره على جهة الإفساد بغير رضاه سواء كان بعلمه أو بغير علمه؛ والغيبة ذكره في غيبته بما لا يرضيه فامتازت النميمة بقصد الإفساد ولا يشترط ذلك في الغيبة، وامتازت الغيبة بكونها في غيبة المقول فيه؛ واشتركا في ما عدا ذلك».(1)
وقد ورد في الترهيب من النميمة ما تقشعر منه الجلود، وأكتفي بالإشارة إلى شيء من ذلك:
قال الله تعالى: {ويل لكل همزة لمزة}، وقال جل في علاه: {ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم}.
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يدخل الجنة نمام»(2)، رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة قتات» متفق عليه.(3)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يعذبان، وما يعذبان في كبير؛ ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة؛ ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين، فوضع على كل قبر منهما كسرة؛ فقيل له: يا رسول الله، لم فعلت هذا؟ قال: لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا -أو إلى أن ييبسا-» رواه البخاري وغيره.
فالنميمة من أعظم الكبائر التي ابتلي بها فئام من الناس، وقد بوب الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه: «النميمة من الكبائر»، فعلى العاقل اللبيب أن ينزه نفسه عن هذا الخلق الرذيل، وعن هذه الخصلة الذميمة التي تشمئز منها النفوس السليمة، وتأنفها القلوب القويمة.
يتبع..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-(1) فتح الباري:10/473.
-(2) عقيدة أهل السنة والجماعة أن مثل هذه الأحاديث لا تفيد الحرمان مطلقا من دخول الجنة خلافا للوعيدية من الخوارج والمعتزلة الذين يستدلون بمثل هذه الأحاديث على خلود أهل الكبائر في النار. قال الحافظ: “لا يدخل الجنة نمام”: أي في أول وهلة كما في نظائره. الفتح:10/473.
-(3) القتات هو النمام، و “قيل: الفرق بين القتات والنمام أن النمام الذي يحضر القصة فينقلها والقتات الذي يتسمع من حيث لا يعلم به ثم ينقل ما سمعه”-ذكره الحافظ في الفتح:10/473.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *