في مداخلة له في نشرة الأخبار على إذاعة «ميدي 1» دعا محمد الطوزي إلى الانفتاح على المذهب الشيعي، الذي وصفه بأن له إسهامات كبيرة في التراث الإسلامي، وأكد على عدم وجوب البحث عن إسلام حقيقي وآخر غير حقيقي.
وقال الطوزي إن «المسلمين راكموا لقرون أشياء يمكن أن تكون جد إيجابية وأشياء جد سلبية، والمبتغى هو التعرف على المسارات كلها داخل الإسلام دون التشبث بالإسلام الحقيقي وغير الحقيقي… ودون أن ندخل في إطار يقصي مقاربات أخرى».
وجاء كلام الطوزي تعليقا على المؤتمر الإسلامي العالمي حول موضوع: «الإسلام ومحاربة الإرهاب» الذي عقد بمكة المكرمة، وقال في مداخلته «أن الفكر المهيمن الآن خصوصا في داخل المذهب السني يتسم بشيء من التشدد في قراءة التراث، ويقصي إلى حد ما المرجعيات الأخرى».
ودعا الطوزي إلى أن «النقاش يجب أن يكون أولا داخل المذهب السني بالرجوع إلى القرون الأولى المستنيرة داخل التاريخ الإسلامي، وكذلك النقاش يجب أن يفتح مع المسلمين الشيعة الذين ساهموا إسهامات كبرى في تفتح الإسلام على المذاهب الفلسفية والمذاهب التاريخية الأخرى».
وللإشارة فإن محمد الطوزي أستاذ العلوم السياسية، معروف بعدائه الكبير للحركات الإسلامية، وقد أطر عددا من البحوث التي تؤصل للنيل من هذه الحركات وتعمل على تشويه سمعتها ورموزها.
وسبق للطوزي حين كان عضوا للجنة الاستشارية لمراجعة الدستور أن علق بقوله: «مؤلم جدا على المستوى العاطفي أن يقبل الملك بتقاسم الحكم مع الإسلاميين، فالكل يعرف أنه يكرههم»، كما دعا حينها حركة 20 فبراير إلى أن تستوعب أن الصراع الأكبر في المغرب هو صراع بين الحداثيين والإسلاميين.. وله العديد من الخرجات الإعلامية التي يعلن من خلالها اتجاهه العدائي الكبير للعاملين في الحركة الإسلامية.
وقد دعا شيخ الأزهر الحالي أحمد الطيب؛ الموالي لنظام الانقلاب في مصر؛ في افتتاح مؤتمر «الإسلام ومحاربة الإرهاب» الدول الاسلامية إلى مراجعة برامجها التعليمية وإلى تصحيح المفاهيم المغلوطة المرتبطة بالجهاد والتكفير في المدارس والجامعات.
فالاستبداد الملتح الذي يخشاه العلمانيون والذي يعادون من أجله حزب العدالة والتنمية الذي خاض معهم “اللعبة الديموقراطية” هو ما عبر عنه صراحة محمد الطوزي؛ عضو اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور؛ بقوله: أن الصراع بين الحداثيين والإسلاميين هو صراع قيم، صراع حول ممارسة الحريات اليومية، وما فصله محمد الأشعري بقوله السابق.