أهـل الفـجـر أبو إسحاق الروداني

فئة موفقة, وجوههم مسفرة, وجباههم مشرقة, وأوقاتهم مباركة, فإن كنت منهم فاحمد الله على فضله, وإذا لم تكن فدعواتي لك أن تلحق بركبهم.. أتدري من هم؟! إنهم أهل الفجر.

قوم يحرصون على أداء هذه الفريضة, ويعتنون بهذه الشعيرة يستقبل بها أحدهم يومه, ويستفتح بها نهاره, القائمون بها تشهد لهم الملائكة, ومن أداها مع الجماعة فكأنما صلى اللليل كله.. إنها صلاة الفجر التي سماها الله قرآنا فقال جل وعز:”وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودا”.
المحافظة عليها من أسباب دخول الجنة, والوضوء لها كم فيه من درجة, والمشي إلى أدائها كم فيه من حسنة, والوقت بعدها تنزل فيه البركة, قال صلى الله عليه وسلم:”اللهم بارك لأمتي في بكورها” أخرجه أحمد.
أهل الفجر.. الذين أجابوا داعي الله وهو ينادي:”حي على الصلاة, حي الفلاح”, فسلام على هؤلاء القوم حين استلهموا “الصلاة خير من النوم”, واستشعروا معاني العبودية فاستقبلتهم سعادة الأيام تبشرهم وتثبتهم, قال صلى الله عليه وسلم :”بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة” رواه أبو داود والترمذي.
يا أهل الفجر.. هنيئا أن تتمتعوا بالنظر إلى وجه الله الكريم في الجنة قال صلى الله عليه وسلم: “أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا” ثم قرأ: “وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا” متفق عليه.
يا أهل الفجر أنتم محظوظون بحفظ الله, أنفسكم طيبة, وأجسادكم نشيطة, قال صلى الله عليه وسلم: “من صلى الصبح فهو في ذمة الله” رواه مسلم, وقال صلى الله عليه وسلم:”يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد, يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد, فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة, فإن توضأ انحلت عقدة, فإن صلَّى انحلت عقدة, فأصبح نشيطا طيب النفس, وإلا أصبح خبيث النفس كسلان” متفق عليه.
فسلام على المحافظين على صلاة الفجر حين تركوا السهر, وودعوا السمر, وفازوا بعظيم الأجر, أولئك هم الرجال حقا, والمؤمنون صدقا, قال ربنا جل وعلا: ” فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ” سورة النور.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *