سلسلة شرح أسماء الله الحسنى اسم الله تعالى البصير ناصر عبد الغفور

مع اسم آخر من أسماء الله الحسنى، اسم كثيرا ما يأتي مقترنا باسم السميع1 ، إنه اسم الله البصير.

ورود اسم «البصير» في الكتاب والسنة:

ورد اسم البصير في اثنين وأربعين موضعا من القرآن الكريم، منها:
– قوله تعالى ذكره: «وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُو السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» -غافر:20-.
– «وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَو يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُو بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ» -البقرة:96- .
– «قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ» -آل عمران:15-.
– «وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» -آال عمران:156-.
– «وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ» -المائدة:71-.
– «وَلَو بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ» -الشورى:27-.
– «إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» -الحجرات:18-.
أما في السنة فقد ورد اسم البصير في حديث سرد الأسماء المشهور والراجح عدم صحته كما عليه أئمة الحديث، وفي الصحيح غنية عن الضعيف كما يقال:
– عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا بصيرا وهو معكم والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته». قال أبو موسى: وأنا خلفه أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله في نفسي، فقال: «يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة»؟ فقلت: بلى يا رسول الله، قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله» – متق عليه.
– وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه، ويرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» -رواه مسلم-.
وقد ورد في أحاديث صحاح ما يدل على معنى هذا الاسم دون لفظه، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم غدا: شيخ زان، ورجل اتخذ الأيمان بضاعة يحلف في كل حق وباطل، وفقير مختال يزهو». -ص ج:3070-.
– «ثلاثةٌ لا يَنظرُ اللهُ إليهم يومَ القيامةِ: العاقُّ لوالديهِ، ومُدْمِنُ الخَمرِ، والمنانُ عطاءهُ. وثلاثةٌ لا يدخلون الجنة: العاقُّ لوالديه، والدَّيُّوثُ، والرَّجُلَةُ»(2 ).
وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه -المسمى بحديث جبريل-: «يا محمد ما الإحسان؟ قال:أن تعبد الله كأنه يراك فإن لم تكن تراه فإنه يراك» -متفق عليه-.
————————-
1 – حيث اقترن الاسمان في عشرة مواضع من الكتاب العزيز.
2 -معلوم باب الأسماء والصفات توقيفي، فليس لنا أن نسمي الله تعالى بالناظر اعتمادا على هذه الأحاديث، فمن اشتق الاسم من الفعل دون ثبوت الاسم صراحة فقد خالف السبيل القويم في هذا الباب العظيم كحال الدكتور عقيل حسين عقيل من ليبيا في كتابه «أسماء حسنى غير الأسماء الحسنى»، وقد بينت ولله الحمد بعض ما فيه من المخالفات والهذيان بالدليل والبرهان ونقل بعض كلام أئمتنا الأعلام في موضوع وسمته:» كشف الغطا عما في كتاب أسماء حسنى غير الأسماء الحسنى من الأخطاء»، وقد نشر في جريدتنا المباركة في عدد سالف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *