الوثائق التاريخية تثبت أن شنقيط وأدرار وأراض من السنغال كانت تابعة للإيالة المغربية

في خضم الحديث عن قضية الصحراء المغربية قد نغفل -كما يغفل غيرنا- عن الحديث عن الامتداد الجغرافي للمغرب قبل دخول كل من الاحتلال الفرنس والإسباني، وبالرجوع إلى المراسلات التي كانت بين الجنود والقواد الفرنسيين والقيادة العامة بفرنسا قبل الاحتلال -مثلا- نجد اعتبارهم لعدة مناطق هي الآن خارجة عن السيادة المغربية كجزء لا يتجزأ من الإيالة المغربية قبيل الاحتلال الفرنسي الإسباني الدولي لها.
ففي 16 من أكتوبر 1906 بعث الوالي العام بالتقرير التالي للمفوض بالنيابة في موريطانيا: “في أكتوبر 1905 حسنة ابن الشيخ ماء العينين أبان ابن سلطان المغرب صاحب السيادة الأوحد على بلاد المور، أبدى دهشته من احتلال الفرنسيين لعدة نواحي منذ سنوات مظهرين سلطتهم في واجهة من المغرب اقتطعوها مواجهين المغرب بالإذلال، وأعلن أن سلطان المغرب طالب بإخلائهم من تلك البلاد ما لم يدلوا بما يثبت موافقة السلطان على تواجدهم واعترافهم بسيادته”.
وجاء فيها أيضا: “جميع الاستعلامات السالفة تلخص أن مولاي إدريس بعثه السلطان إلى حيث الشيخ ماء العينين ليحاول عن طريق خطابه ورسائله قتال ممثلي سلطتنا، ليس في أدرار فقط، بل في كل موريطانيا، ومساعدة محور أدرار بصناديق البنادق السريعة الطلقات والذخيرة، جيء بها من المغرب ومن القوى المؤثرة الأوربية المتاجرة مع كاب جوبي وواد نون”.
وفي رسالة أخرى بتاريخ 7 يناير 1907م موجهة من قبل العامل العام لإفريقيا الغربية الفرنسية جاء فيها:
أمير أدرار خرج من تكانت Tagant مع 300 جمل للحمل، إلى حيث وصل في كاب جوبي من أجل جلب السلاح والذخيرة التي بعث بها سلطان المغرب.
وجاء فيها أيضا: “منذ حوالي سنة ونصف أرسلت منطقة أدرار وشنقيط مبعوثين إلى فاس صحبة ابن ماء العينين للشكوى مما يقوم به المسؤولون الفرنسيون بالسنغال من احتلالات لأراضيهم بهذه المنطقة التي لم تكن أبدا منتمية إلى السنغال، إذ هي منذ زمن بعيد تابعة لسلطان المغرب، ولحد الساعة تقام خطبة الجمعة باسم عاهل المغرب بالمساجد هناك”.
وجاء في بحث القبطان دوري “من كير إلى موريطانيا” المنشور في مجلة إفريقيا الفرنسية عدد 11/1/1910: “كل هذه البلاد الموجودة بين جنوب المغرب وموريطانيا وجنوب جزائرنا، ليست لها بكل تأكيد قيمة اقتصادية حسب تعبير المخبرين (…) أما عسكريا فلا تعدم قيمة، خاصة إذا تذكرنا ما تعرض له الكولونيل كورما من مقاومة.
فإذا كان هذا البلد المقاوم للفرنسيين لا فائدة له من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب فإن الولي الشيخ ماء العينين المتواجد في السمارة منذ زمان أوجد قاعدة وشهرة وقام بصخب ودعوة إلى مقاومة الفرنسين تحت امرأة السلطان حتى إنه يتعدى إلى ساحل إفريقيا الغربي وأحيانا إلى مواقعنا بالجزائر (…) مذكرا بأن الحكومة الفرنسية أجمعت في سنتي 1903 و 1904 على محاصرة المغرب من الجنوب، وفي سنة 1907 اقترح لوكليرك بضرورة إنشاء ميناء على الأطلسي تنطلق طريقه من جنوب وهران مارا بدرعة والساقية الحمراء” ص345.
انظر مقاومة غزو المغرب للأستاذ إدريس كرم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *