بين الشيعة المغاربة وجماعة  العدل والإحسان إبراهيم الصغير

عبد السلام ياسين- مرشد جماعة العدل والإحسان-: «…الشيعة إخواننا».

عصام احميدان -رئيس الخط الرسالي الشيعي بالمغرب- يؤكد: «الشيعة المغاربة موجودون في العدل والإحسان ونتقاسم الكثير مع الجماعة».

كلمات إذا أضيفت إلى تصريح أغلب المتشيعين المغاربة بأنهم كانوا ضمن جماعة العدل والإحسان، فإنها توحي بدون أدنى شك إلى علاقة مشبوهة بين هذين الفصيلين.

علاقة تداخلية مركبة تجمع بين استغفال عن حسن نية، واستغلال مع سوء طوية مغطى بالتقية.

فما حدود العلاقة بين الشيعة المغاربة وجماعة العدل والإحسان؟

وكيف ينظر كل منهما للآخر؟

ينبه كثير من الباحثين المهتمين بالجماعات الإسلامية المتخصصين في دراسة ظاهرة التشيع بالمغرب على الدور الكبير الذي لعبته جماعة العدل والإحسان في تمرير التشيع إلى المغرب.

وهذه حقيقة للأسف، فالجماعة وفرت حضنا آمنا للمتشيعين المغاربة (المتمرسين على التقية) في مرحلة مهمة من مراحل تغلغلهم السري، وعملت على تلميع صورتهم وتمجيد رموزهم، والتماهي مع بعض عقائدهم وأفكارهم، وفي ذلك ترويج لتشيعهم.

وكلها أساليب ساهمت بها الجماعة -عن قصد أو عن غيره- في تمهيد الطريق وفتح الباب أمام التمدد الشيعي بالمغرب.

يقول الشيخ عبد السلام ياسين: «…فإن ما يعنينا لنصب الجسور بيننا وبين إخوتنا الشيعة…» (الخلافة والملك، ص47).

أخوة فرضت على الشيخ ياسين تنازلات جرّت عليه نقمة الكثيرين، وهو الذي أبدى حماسا زائدا اتجاه الثورة الشيعية في إيران، وتمجيد قائدها، وروج لبعض المواقف الملتبسة في معرض حديثه عن بعض الصحابة…

إضافة إلى التوجه الصوفي للجماعة الذي اعتبره الشيعة المغاربة على رأس العوامل التي كانت تجذبهم للجماعة.

إلى غير ذلك من التصورات والرؤى المشتركة التي استغلها الشيعة المغاربة واستثروا بها في صفوف الجماعة مستفيدين من خدمة مجانية كبيرة.

خدمة دفعت المتشيعين المغاربة إلى مغازلة الجماعة والثناء على منهجها ومدح زعيمها برهة من الزمن.

وهي حالة لم تدم طويلا، فما إن تمكن الشيعة المغاربة وتقوت شوكتهم حتى قلبوا الطاولة على الجماعة التي بدأت بدورها تتوجس من حجم الاختراق الشيعي الكبير لصفوفها.

فقد تحدثت نادية ياسين سابقا عن: «اختراق شيعي كبير في صفوف الجماعة».

تصريح إذا أضفنا إليه رفض الشيخ ياسين تلقي الدعم الإيراني، ونصيحة صديقه زكي مبارك كما جاء على لسانه في تصريح صحفي نشر في 4 من غشت 2015، قائلا له: «ابتعد عن هؤلاء الشيعة لأن نواياهم ليست طيبة».

فإنه يشير إلى محاولة لتغيير المواقف، وتصحيح المسار، وإعادة النظر في هذه العلاقة المشبوهة.

إشارة تلقفها الشيعة المغاربة بقوة، وردوا عليها بعبارات شديدة اللهجة.

فقد نشرت صفحة شيعة المغرب الأقصى، بتاريخ 01-03-2015 تدوينة للمتشيع (و.أ.أ) من مدينة الصويرة، يصف فيها الجماعة: “بالعصابة الإرهابية وأن الوحدة معها كالوحدة مع الدواعش”.

ودون المتشيع المغربي ياسر الحراق الحسني -الذي قدم للجماعة التعزية في وفاة مؤسسها وأثنى عليه سابقا- على صفحته الرسمية على الفيسبوك، بتاريخ 03-01-2016، قائلا: “جماعة العدل والإحسان لا تدين ذبح الإنسان في الأماكن العامة إلا إذا كان على منهاج نبوتها، يبدو أن هذه الجماعة جماعة راديكالية شديدة التقية، إذا حكمت ذبحت مخالفيها في الشارع العام”.

في حين احتفظ شيعة الخط الرسالي بالرد والنقد، حتى تصريحات العبادي الأخيرة، ليهاجموا الجماعة واصفين إياها بالداعشية أيضا.

فقد دون زعيمهم عصام احميدان على صفحته بتاريخ 10-04-2016، قائلا: “إن درس الأستاذ العبادي حول (الخلافة) يظهر بوضوح أن داعش هي بنت هذا الفقه السياسي المهترئ الذي اتخذ الإسلام مطية وشعارا، زورا وبهتانا…”.

وتساءل في رده على مسألة عدم التأخر في البيعة: “فهل التزمت الجماعة بذلك وبايعت أحدا كخليفة؟! أم أن حكمها حكم عمر بن الخطاب فيها جزا للرقاب وضربا بالسيوف؟”.

ودون زميله في الخط عبد الحفيظ بلقاضي في تدوينة على صفحته بتاريخ 09-04-2016 عندما تحدث عن استدلالات العبادي قائلا: “هذا الاستدلال لا يختلف عن استدلالات الجماعات التكفيرية لتبرير أعمالهم الإرهابية”.

هذه بعض تجاذبات العلاقة بين جماعة العدل والإحسان والشيعة المغاربة.

فهل تستوعب الجماعة الدرس وتستمر في يقظتها لتطهير صفوفها وتصفية علاقاتها؟ أم أن للجماعة رأيا آخر؟

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *