من يقف وراء الشيعة المغاربة؟ (إ.ص)

ما يناهز الثمانية آلاف شيعي بالمغرب، يشكلون مع باقي الطوائف نسبة 1%، من أصل 99%، حسب تقارير رسمية أجنبية حديثة.

رقم ضئيل طبعا، لكنه يخفي وراءه العديد من التساؤلات، إذا ما قورن بحجم ما أنجزه هؤلاء المتشيعون على أرض الواقع.

فمن يقف وراء الشيعة في المغرب؟

بعد سنوات طويلة من العمل السري، تمكن الشيعة المغاربة من الخروج إلى العلن من بوابة مؤسسة الخط الرسالي للدراسات والنشر، التي استصدروا لها ترخيصا من محكمة تجارية بمدينة فاس مطلع سنة 2014، ونقلوا مقرها إلى مدينة طنجة حيث يتواجد عدد لا بأس به من المتشيعين.

منذ ذلك الحين والإنجازات تتوالى، فما هي إلا أيام قلائل حتى أسسوا المرصد الرسالي لحقوق الإنسان.

بعده مباشرة أعادوا مطلب تأسيس الجمعية الشيعية “رساليون تقدميون”، بعدما فشلوا في المحاولة التأسيسية الأولى سنة 2013.

واستطاعوا بعدها إصدار جريدة “صوت المواطن” في نسختها الورقية، في خطوة متقدمة لتقنين التبشير بالتشيع وتعميم الدعوة إليه.

ينضاف إلى ذلك تغلغل ملحوظ في العديد من مجالات.

خطوات أكسبت الشيعة المغاربة جرأة كبيرة للإفصاح عن مكنوناتهم، فلم يعد سب الصحابة عندهم سرا، ولا الطعن في ثوابت المغاربة نجوى، ولا اتهام النظام المغربي طوية، ولا الترويج لزواج المتعة سريرة…

جرأة تجلت في أقوى مظاهرها في موقف الشيعة المغاربة من مشاركة المغرب في عمليتي “عاصفة الحزم” و”رعد الشمال”، وكذا من الموافقة على تصنيف ميليشيات “حزب الله” اللبناني منظمة إرهابية.

حيث انتفض المتشيعون المغاربة وأعلنوا العداء للنظام المغربي وألحقوه بالصهيونية.

وهي مرحلة إن دلت على شيء فإنها تدل على أن هناك جهة تقف وراء هؤلاء الشيعة.

جهة لم يعد خافيا دعمها ومساندتها، ومخططها وأجنداتها، وتحريكها لأتباعها مما يعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لهذا البلد السني.

فقد صرح المغرب بهذه الجهة في أكثر من مناسبة، أبرزها ما جاء في بيان الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون سنة 2009 تاريخ قطع العلاقات بين البلدين، في معرض الحديث عن أسباب هذا القرار: “…انضاف إلى نشاطات ثابتة للسلطات الإيرانية وبخاصة من طرف البعثة الدبلوماسية بالرباط تستهدف الإساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي”.

في إشارة واضحة لا تحتمل التأويل لتورط دولة إيران في مخطط توسعي رامي لنشر التشيع والتبشير بعقائد الرفض في المغرب عن طريق توفير الدعم والمساندة للمتشيعين المغاربة.

وفي نفس السياق يؤكد السيد نور الدين الطويل أمين الهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا في تصريح صحفي سابق خص به “الشرق الأوسط” وجود جهات خارجية تقف وراء نشر التشيع بين المغاربة قائلا: “…بالطبع هناك مصادر خارجية تحرص على تقديم المساعدة والدعم لنشر التشييع في أوروبا وفي المغرب”.

وأضاف: “هناك أعداد غير قليلة من المغاربة اتبعوا المذهب الشيعي في بروكسل وينشرون هذا في المغرب، وأستطيع أن أقول لك إن التشييع ينطلق من بلجيكا إلى المغرب والتطرف ينطلق من بلجيكا إلى المغرب”.

وفي إشارة إلى الدعم الإيراني، قال بأن هناك: “أموالا ومزايا تقدم من أياد خفية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *