“لشكر” غاضب من النقاب واللحية وجماعة التبليغ عبد الله مخلص – هوية بريس

في إطار اللقاءات الرمضانية التي تنظمها مؤسسة المشروع، وخلال استضافتها أمس الثلاثاء بمقر حزب الاتحاد الاشتراكي بالرباط للكاتب العام لحزب الوردة، خرج الأخير كالعادة بتصريحات من شأنها أن تثير عليه بعض الانتقادات.
حيث اعتبر إدريس لشكر أن “النظام السياسي في محطة معينة اختار أن يتكئ على التوجه المحافظ” ولذلك وفق قوله “لم نشعر في ظرف وجيز؛ إذا تذكرتم في بداية التسعينات ونهاية الثمانينات ولينا كنعرفوا مجتمع آخر في المغرب ديال الفصل في الشواطئ، وديال اللباس الأفغاني، الجلابة والنقاب المغربيين مبقيناش نشوفوهم، وولينا كنتشبهو بالشرق”.
وأرجع الأمين العام المثير للجدل السبب في هذا إلى “أحزمة البؤس التي عرفتها المنطقة، ثم التوجه الإحساني لبعض الحركات كالتلبيغ وتأثيرها على هذه الفئات”.
وعرج لشكر بعد ذلك إلى أنه “غادي يبانوا أعيان جدد منهم أعيان ديال اللحية” ليتساءل بعد ذلك” “وصلنا للمجتمع فهادشي، فما موقفنا الآن”.
يشار إلى أن إدريس لشكر وبمجرد وصوله إلى منصب الكاتب العام؛ ما فتئ يثير الاستغراب بخرجاته المثيرة للجدل، ومن بينها مطالبته بتغيير حكم الله تعالى في تقسيم التركة، و”ضرورة فتح جبهة ثقافية ضد التيار المحافظ”؛ و”تحيين المشروع الاشتراكي الديمقراطي، ثم الإصلاح الدستوري وفق التصور العقلاني التنويري وليس الإسلامي الظلامي الذي يعيد طقوس السلف الصالح).
كما أن موقفه العدائي ضد اللحية الإسلامية -لا سواها طبعا- يكشف عن تناقض غريب ما بين القناعات المعلن عنها والسلوك، حيث أن “الرفيق دريس” ما فتئ يدعو إلى “التسامح” و”قبول الآخر” و”القبول بالاختلاف والتنوع”، ويؤكد أن الناس لا يمكن أن يكونوا قوالب متشابهة، هذه قناعات، أما السلوك فهو التحذير من الملتحين المختلفين معه والذين لهم تصور مغاير للكون والحياة والإنسان.
فلشكر يخشى على الخصوصية المغربية من الغزو المشرقي وكأن كل النساء قد تنقبت والرجال قد أسدلت لحاها! ولا يجرؤ على أن ينبس ببنت شفة فيما يخص الغزو الغربي الذي صبغ اللباس والسلوك والقناعات والعادات، وكيف له ذلك وهو واحد ممن تأثر به!!!
هذا وقد أرجع محللون خرجات لشكر المذكورة إلى الإفلاس السياسي والانحصار المهول لقاعدة حزب الوردة، فحزب الاتحاد الاشتراكي يعيش اليوم -بالنسبة لهم- الاحتضار السياسي، والانتخابات المقبلة قد تشكل المحطة الأخيرة لهذا الحزب فيصير بعدها حزبا وظيفيا صغيرا كباقي الأحزاب التي سبقته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *