السكان يواجهون القوات الغازية بالحجارة في زاوية سيدي لحسن ذ. إدريس كرم

نواصل فيما يلي نشر تقرير “منجان”، بعد دخوله مراكش، والعمل على احتلال محيطها:
“حمل البريد برقية 8د من قبل الإقامة العامة تخبر بأن ألمانيا أعلنت حمايتها للكلولي؛ هذا الشخص الذي يجب عليه التنازل عن وظيفة قائد التي كان يشغلها والإقامة بموكادور مدة كافية للسماح لنا بتقييم الحالة في قبيلته.
يوم 28 (أكتوبر) تم فيه الاستيلاء على دار الزلتيني، كومندار الناحية التقى بالقائد الزمزاني والزلتيني وبعث للمتوكي كي يقود الكولون بعد الغد لغاية قصبة سيدي عبد المالك.
رسالة من “كوفرني” حملت لكومندار الناحية بأن الكلولي حاول خرق الحصار المضروب حوله والدخول لقبيلته، وذلك من أجل إبلاغ ذلك لممثل القنصل، كومندار الناحية بعث بمراسلة سريعة تأمر باحتجاز عبد الرحمان الكلولي في الدار التي يقيم بها بموكادور، ووضع القوة الكافية رهن إشارة المخزن لإفشال كل محاولة منه للهرب والتسلل لقبيلته، واستعمال طابور البوليس وازواوا في نفس الوقت إذا لزم الأمر.
كومندار الناحية أعلن عودته لموكادور في اليوم الموالي، في 29 بينما كانت القوات تواصل طريقها لقصبة لمتوكي بقيادة ليوطنا كلونيل “ريف” الذي سيقود من هذه النقطة مجموعة كورني للدخول بالكل لمراكش.
كومندار الناحية وجه نحو موكادور مجموعة من الجنود تحت إمرة “ديتيريف” مكونة من: زواوا، وطابور موكادور للبوليس، فوج سنغال منهوف، فصيلة 65، وفصيلة اصبايحي.
كومندار الناحية وكومندار الدائرة مرفوقا بوكوكبة سنغالية راكبة تتقدم مجموعة “ديتيريف” التي كان عليها قطع الطريق في مرحلتين، وصلت موكادور يوم 29 مع منتصف النهار قاطعة 55 كلم.
يوم 28 غادر الكلولي هذه المدينة صباحا للدخول للقبيلة.
استدعاء من كومندار الناحية للكلولي بالرجوع عن التوجه لقصبته ظل دون جواب.
القائد الجديد الحاج لحسن في جمع من آيت كلول عرفوا بأن المسؤولين توصلوا بتعليمات طرد كل السلطات المعارضة ومراقبة ممتلكاتها ومصادرتها، وانتهاز كل الفرص للقبض عليها وقيادتها لموكادور.
فاتح نونبر أبلغ الحاج لحسن بأن الوضع في إدوكلول مضطرب بما فيه الكفاية، وازداد سوء بعد رجوع مفرزة موكادور للمدينة، والحل الأمثل لتنشيط استتباب الأمن هو الذهاب لدار الكلولي والتجوال في أطراف القبيلة إلى أبعد مدى، والقيام بعمليات معاكسة لتعليمات الإقامة العامة بعدم التوسع في الاحتلال.
كومندار الناحية تحمل عواقب طريق مراكش مع زواوا وطابور البوليس وفوج منهفن وشعبة المدفعية وكوكبة اصبايحي.
كولون “ريف” الذي أقام يوم 30 (أكتوبر) في دار لمتوكي واصل طريقه يوم 31 نحو مراكش حيث وصلها يوم 6 (نونبر).
كومندار الناحية مر عبر سوق الأربعاء يوم 1 نونبر ليصل يوم 2 لبوريكي حيث زاوية سيدي لحسن التي استقبلت كولون “ديتيريف” يوم 29 بمظاهرة معادية ألقيت فيها الحجارة والهتاف لصالح الهبة.
هذه الزاوية يمكن القول بأنها مفصل لطريق هامة حيث تتقاطع الحدود بين قبائل حاحا والشياضمة ومتوكة، وموئل المتمردين الفارين من عموم الأشرار القادمين أحيانا من بعيد فرارا من سلطة القياد عليهم.
بعد طلقات مدفعية وضع حد لمقاومة الاحتلال؛ مقدم الزاوية أعلن أن إمامة الصلاة متواصلة باسم الهبة، فتم هدم الزاوية وتوصل القائد أنافلوس بأمر وضع ممتلكاتها تحت الحجز وإدارتها، في حين أن مفرزة موكادور أخذت طريقها لثكنتها مع كومندار الدائرة يوم 3 نونبر، كومندار الناحية واصل سيره نحو دار لمتوكي مع مجموعة منهوفن (فرقة سنغالية)، فصيلة مدفعية، كوكبة اصبايحي.
في المساء لمتوكي أبلغ كومندار الناحية بأن ممثلا بُعث من أجل إرجاع الكلولي للصواب ونصحه بالحضور للقاء الكولونيل في مجاز دار القايد لمتوكي، بيد أنه لم يتلق جوابا منه بعد.
مسألة لكريمات قد سويت كما سلف بتعيين الخليفة الحاج المكي بن المختار المصادق عليه من قبل القبائل.
القائد سي عبد المالك الذي لم ينقد للموافقة على الاتفاق إلا بصعوبة بسبب أن الاتفاق أضعف من سلطاته.
كومندان الناحية انتهز فرصة إقامته يوم 4 بالقصبة لمطالبة لمتوكي بتنفيذ الوعد الذي تعهد له به، وذلك بأن يأمر حركته يوم 11 بالخروج لمهاجمة سوس والهبة، فأعطى الأمر للسي العربي أخ لمتوكي وممثله لدى كومندار الناحية.
في مجاز موكادور سويت مسألة حركة حاحا الشياضمة، كما أن مولاي رشيد أضفى مصداقية على الحركة المتجهة نحو سوس بصفته شريفا قريب السلطان، معطيا الاحترام اللازم للسلطات كي تتحرك موحدة لنفس الهدف.
الشياضمة، عرب كبان، الحاج، وحاحا البربر، أنافلوس، مجموعة كبيرة من 400 فارس، وفرسان كيش مراكش الذين استقدمهم الشريف مولاي رشيد.
كل قياد حاحا الشياضمة تحركوا على رأس فرقهم، ما عدا القائد الحاج الذي تخلف بسبب مرض ألم به فخلفه نائبه سي احميدة، وغادر الكل موكادور نحو الجنوب.
يوم 12 نونبر 1912 أثناء تواجد الكولونيل كومندار الناحية قدم له خليفة لكريمات بوسلهام ابن عم وصهر سي عبد المالك معلومات جاءته من أمسكرود بوجود علاقة بالهبة هناك.
كومندار الناحية أمر بالخروج يوم 5 مرفوقا بالسي محمد الإبن البكر للمتوكي وخليفة أبيه بمزوضة حيث عسكرت مفرزته يوم 5 بواد أميسناز؛ ويوم 6 في قصبة كاهير استقبلوا من قبائل امتوكة استقبالا حسنا.
يوم 7 كومندار الناحية وصل لمزودة التي سبقه لها قبل أيام كولون “ريف” الذي تعرض لعدة حوادث منها أن المخزني علال بعث به من قبل ليوطنا كولونيل “ريف” لاستدعاء ممثلي فرقتي زيغا وأيت تاديهت تم التحرش به وتمزيق ثيابه بضربة مدية.
خليفة لمتوكي في مزوضة سي عمر له نفوذ معادل لنفوذ ادريس بن لحسن ولد علا المسمى من قبل الهبة مكلفا بالتواصل بينه وبين سوس، ادريس بن لحسن قدم لقائد الناحية بمجرد وصوله وصرح له بأن أخاه حمو محمي ألماني وهو موجود في مراكش وأخوه عبد القادر يوجد في الجبل مع زيغا وأيت تاديهت.
ادريس بن لحسن طلب أن يعيش خارج سلطة لمتوكي فأجيب بأن كل من في القبيلة يجب أن يخضع لسلطات القائد النظامي المسمى من قبل السلطان؛ كومندار الناحية بعث لإدريس بن لحسن بأن ينادي جماعة زيغا وأيت تاديهت للحضور عنده فلم يستجب.
سي محمد لمتوكي أحضر لكومندار الناحية ظهيرا للهبة يسمي ادريس بن لحسن قائدا على امزوضة ورسالة أخرى من الهبة لإدريس بن لحسن مؤرخة بـ20 أكتوبر تجيب على مراسلة داخلية تقدم معلومات عن تحركاتنا.
أمام إصرار ادريس بن لحسن على موقفه تم محاصرة قصبته على الساعة الرابعة مساء من قبل مفرزة، ثم اقتحمتها لتجدها قد أخليت ورحل من بها، كما وجد في الغرفة الخاصة بإدريس بن لحسن رماد أوراق تم إحراقها قبل الرحيل، فتم تدمير القصبة، وبذلك عم الارتياح القبيلة ولم يسجل على إثرها أي حادث يذكر.
بيد أن ممثل القنصل الألماني “نيير” كتب لقنصل فرنسا بمراكش يطلب منه شرحا مفصلا لما قامت به قواته ضد قصبة محميه.
كومندار الناحية كلف قنصل فرنسا بالجواب عليه بأن كل ما وقع يتلخص في أن المخزن بعث بقوات له لتأديب أحد الأعيان المتمردين عليه في مزوضة ممن لا يعرف عنه أنه محمي وأن المخزن قام بما قام به من أجل بسط الأمن واستتبابه في البلاد.
يوم 8 نونبر ترك الكولون إبن لمتوكي في مزوضة وذهب لأمزميز وفي الطريق التقى كومندار الناحية، على التوالي: خليفة الحاج التهامي لكلاوي على هذه القبيلة، والقايد الطيب الكوندافي الذي لم يتسلم بعد القيادة، حيث قدم للقبيلة على أن القائد المعين على رأسها من قبل المخزن هو سي الطيب وعلى الحاج التهامي الخضوع لإرادة السلطان، خليفة لكلاوي أجاب باسم الحاج التهامي بأن رئيسه عينه من أجل تسهيل مهمة السي الطيب في قبيلة تفضل حكم الحاج التهامي.
ولتبيان ذلك جمع الخليفة أعيان جماعة أمزميز ليسمع الكومندار رأيهم المؤيد لما ذهب له الخليفة، فأجابهم الكومندار بأن السلطان سبق له أن اختار لهم سي الطيب قائدا وعليهم طاعة أوامره، فاستاء الناس وذكروا مخاطبهم بابتزازاته لهم من قبل وسوء تصرفاته معهم، فأجابهم الكومندار بأنه يسمح لهم المشاركة في اختيار خليفته عليهم بإذنهم له، وذلك بحضور لفيف من أعضاء المخزن يضمنون عدم تكرار تلك الممارسات.
وبعد نقاش شاق وطويل ساخن امتثلت الجماعة وقبلت حضور السي الطيب بعدما تم تغيير المواقف.
بعد ذلك غادر الكومندار وخليفة الحاج التهامي يوم 9 نحو مراكش مصحوبا بالسي الطيب لغاية نهاية قيادته، مجتازا واد نفيس عبر قنطرة جيدة شيدها مولاي عبد الرحمان.
كومندار الناحية استقبل في سكتانا من قبل القائد سي محمد الذي عسكر الكولون عنده في منتصف النهار.
سي عمار استقبل القوات استقبالا حسنا مذكرا بالدلائل السابقة التي تبين إخلاصه، قائلا بأنه تفنى في مساعدة لكلاوي بمراكش في مسألة المحتجزين الفرنسيين.
كومندار الناحية أعطى له كل الضمانات التي طلبها منه بإبقائه على قيادة سكتانا.
يوم 10 غادر كومندار الناحية عائدا لمراكش، حيث وجد في استقباله باشا المدينة وأعيانها.
وقد قطع كلون “ريف” حوالي 415 كلم، أما القوات المرافقة لكومندار الناحية فقد قطعت 547 كلم، وقد بلغ عدد القوات المتحركة 3500، وكلها كانت ممونة محليا بالخضر الطازجة وكذا اللحوم والخبز والبيض من قبل السكان المرغمين على ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *