دارفور سلاح مسموم في أيدي الأمريكان والصهاينة إبراهيم شاهين

ماذا يحدث في أرض السودان؟ وماذا نفهم من قيام الكيان الصهيوني باستقدام 350 مسلماً من دارفور إلى الكيان المغتصب؟
بماذا نفسر العجز الإسلامي العربي أمام ما يحدث؟ وبماذا نفسر النشاط الصهيوني في السودان؟
أما عن العجز في العالم الإسلامي أمام ما يحدث للمسلمين سواء بالاحتلال أو بالتنصير أو بالتهويد فالإجابة سهلة يسيرة، ويستطيع الطفل في مبدأ الكلام أن يدلنا عليها “هُنَّا على أنفُسنا فهُنّا على أعدائنا”، وانقطعت الإجابة، أليست كافية؟ بلى، وقلة حيلتنا تجعل أعداءنا يضحكون منا؟
وعلى الجانب الآخر ماذا يريد الصهاينة من السودان؟
ولماذا يستضيف الكيان الصهيوني 350 مسلماً سودانياً، ويتعاطف معهم، ويقوم بتسكينهم في “كيبوتسات” بدعوى حمايتهم من التشرد؟
ولماذا تفكر السلطات الصهيونية في إجراء تعديلات تشريعية تسمح بمنح مسلمي دارفور جنسية الكيان، وذلك على الرغم من الشكوى الصهيونية الدائمة من اختلال التوازن الديمغرافي بين اليهود والمسلمين، وعلى أساس ذلك ترفض عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مواطنهم الأصلية حتى لا يشكلوا أغلبية داخل الكيان.
فهل ينوي الصهاينة تهويد مسلمي دارفور؟ أم يتم استخدامهم كعملاء ومخبرين عن الأوضاع السودانية؟ أم يتم اعتبارهم قنابل موقوتة يهددون بها النظام الحاكم في الخرطوم؟ ما حقيقة النوايا الصهيونية في السودان؟
يكفي أن نطلع على دور المنظمات الصهيونية المنتشرة في جميع أنحاء العالم حول دارفور؛ فقد سخرت هذه المنظمات كل إمكانياتها ونفوذها لتصوير ما يحدث في إقليم دارفور على أنه “محرقة”، فما دوافع تلك المنظمات الصهيونية؟ ولماذا تصرُّ الولايات المتحدة الأمريكية -الداعم الأكبر للكيان الصهيوني- على تحويل مهمة قوات الاتحاد الإفريقي العاملة في دارفور إلى قوات تابعة للأمم المتحدة؟
إن الإجابة على كل هذه التساؤلات ستكون معلومة إذا أحسنا قراءة التاريخ الصهيوني ضد الإسلام والمسلمين من قبل مولد نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والسعي وراء بشارات مولده بهدف القضاء على الإسلام في مهده.
فإذا كان الصهاينة يرفضون عودة الفلسطينيين إلى موطنهم خشية اختلال التوازن الديمغرافي لصالح المسلمين؛ فكيف يأتون بمسلمي دارفور وتوفير إقامة لهم، وعرض أمر منحهم جنسية الكيان على البرلمان الصهيوني (الكنيست)، بالتأكيد لا يوجد إلا ردٌّ واحد هو الرغبة في تهويد مسلمي دارفور بإغرائهم بكل الوسائل والإمكانيات التي قد يزعمون تقديمها لهم.
لكننا لا يمكن أن نغفل التربص الصهيوني بالسودان الذي يرفض التطبيع مع الكيان كأحد الأسباب التي تجعل الصهاينة يحاولون استغلال أي ثغرة للضغط على السودان، وتكثيف الحملات الدولية ضده لإجباره على التطبيع، ولا أدلَّ على ذلك من قيام الولايات المتحدة الأمريكية بممارسة الابتزاز ضد السودان عبر التلويح بتمويل قيادة القوات المتمردة في دارفور، والضغط على النظام الحاكم في الخرطوم الذي يرفض تحويل قوات الاتحاد الأفريقي إلى قوات تحت قيادة الأمم المتحدة، لأن تجارب هذه الأخيرة في لبنان، والكونغو، والبوسنة؛ غير مطمئنة وعنصرية.
إن الصهاينة يعملون للسيطرة على القرن الأفريقي، ونجحوا في إثيوبيا، لكن السودان أرض المستقبل والموارد الطبيعية -المعادن خاصة البترول، المياه، الأرض الخصبة- تستعصي عليهم، لذلك بدأوا محاولات تقسيم السودان منذ زمن بعيد، ويكفي أن نعرف أن الرئيس الأمريكي الأسبق “جيمي كارتر” عرض على الخرطوم من قبل حل مشكلة جنوب السودان مقابل التطبيع مع الكيان الصهيوني.
إن واشنطن بعد أن عجزت في إقناع الكثير من الدول بمشاركتها في احتلال العراق تريد الآن توريطها في دارفور لصالح الكيان الصهيوني الذي يبحث عن المياه -يذكر أن الكيان يعاني من أزمة في المياه الصالحة للاستخدام-، والبترول، وتأمين جبهة مصر في صراعه مع العرب.
وبعد ذلك؛ ماذا يفعل 350 سوداني بعد تجهيزهم وإعدادهم في الكيان الصهيوني لخدمة أهدافه عند العودة إلى السودان التي خرجوا منها بزعم اضطهادهم وتشريدهم على أيدي الحكومة السودانية؟
إن الكيان الصهيوني لا يريد فقط تهويد مسلمي دارفور، ولا تسكينهم، ولا منحهم الجنسية، ولا حتى استخدامهم كعملاء؛ وإنما يريد إجبار السودان البلد المسلم على التطبيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *