تتباين مواقف الإسلاميين من المشاركة السياسية بتباين مواقفهم من النظام الديمقراطي ونزاهة العملية الانتخابية.
فإذا كان بعض الإسلاميين يرى في المشاركة السياسية إهدارا للأوقات والطاقات فيما لا يجدي، وجرا إلى مربع خارج دائرة الشرعية والعمل الذي يمكنه أن ينفع الناس والمجتمع، فإن بعضا آخر من الإسلاميين يرى ضرورة التدافع مع ذوي المرجعيات العلمانية على كل المستويات والمجالات، خاصة المجال السياسي الذي تصدر عنه التشريعات والأحكام التي تكبل المجتمع وتعيق الدعوة وتضطهد الصالحين.
لقد كشفت النخبة الإسلامية في المغرب عن درجة كبيرة من الوعي في مناقشة موضوع المشاركة السياسية، ثبت ذلك من خلال اللقاءات المباشرة والسجالات العلمية بين أبناء الحركة الإسلامية، لكن هذا الوعي -للأسف الشديد- لم يصله بعد كثير من الأتباع، الذين يتعاملون مع هذا الموضوع بحساسية مفرطة واندفاع يصل في كثير من الأحيان إلى العنف اللفظي والهجر والتبديع..
وكي نثري هذا النقاش ونرفع الوعي ارتأينا أن نخصص موضوع هذا الملف لعنوان (الدعاة والمشاركة السياسية)، وذلك بتوجيه مجموعة من الأسئلة إلى مختصين في المجال الشرعي وتركنا لهم الإجابة عنها.