لماذا يتجاهل المجتمع الدولي مأساة حلب؟

قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين إن 16.000 شخص نزحوا جرّاء الهجمات على أحياء حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، وأكد المنسق الأممي عدم وجود مستشفيات عاملة في تلك الأحياء، وحذّر من أن مخزون الطعام فيها أوشك على النفاد.
مدير الدفاع المدني في حلب عمار السلمو أكد خلال مشاركته في برنامج “ما وراء الخبر” بتاريخ (2016/11/29) أن الـ15 يوما الأخيرة شهدت تعرض الأحياء الشرقية في حلب لأكثر من تسعة آلاف هجوم، منها ألفا غارة جوية وسبعة آلاف هجوم بالصواريخ والقذائف المدفعية، مشيرا إلى أنهم تقدموا بعشرات الاستغاثات لمختلف الدول والمنظمات حول العالم، لكنهم -للأسف- لم يتلقوا سوى التصريحات والوعود الفارغة.
وبحسب السلمو فإن قرار استباحة حلب لم يصدر في موسكو وطهران ودمشق فقط، لأن هناك سماحا دوليا وعربيا وإسلاميا بسحق المدينة وتسليمها لقوات النظام.
وشدد على أن أكثر من 16.000 مواطن نزحوا من الأحياء التي تتعرض لهجوم إلى الأحياء المجاورة التي ما زالت خاضعة لسيطرة المعارضة، وأن قسما آخر اتجه إلى مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، ووجد قسم آخر نفسه تحت سيطرة النظام والمليشيات الإيرانية.
من جانبه أكد الباحث في المعهد الدولي للدراسات الجيوسياسية الدكتور خطار أبو دياب أن العالم يدور في حلقة مفرغة وكأن هناك تسليما بالأمر الواقع، وحتى الطلب الفرنسي لعقد اجتماع في مجلس الأمن أو مجموعة أصدقاء سوريا في باريس كأنه كان لمواكبة إسقاط حلب، ويبدو أن التغريبة السورية ستصبح أعتى من التغريبة الفلسطينية.
وأضاف أن هناك تفوقا للمحور الروسي الإيراني ونوعا من التسليم من المحور الآخر، وحلب -كما كل سوريا- تدفع ثمن سياسة باراك أوباما والتخلي الدولي والضعف الأوروبي والتخاذل العربي والإسلامي، وحتى الشعوب العربية والإسلامية والعالمية لم تعد تهتم بما يجري في حلب.
وتوقع أبو دياب أن يحدث حوار بين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب حول سوريا، ولكن بما أن الواقعة السياسية والانتظار ليستا من صفات روسيا وإيران، فهما يحاولان الآن حسم الموقف في حلب وفرض شروطهما على طاولة المفاوضات.
أما جيمس جيفري نائب مستشار الأمن القومي الأميركي سابقا، فوصف ما يجري في حلب وغيرها بالتوسع الإيراني في المناطق العربية بالشرق الأوسط بتسهيل ودعم من موسكو، دون أي يكون هناك جهد من قبل أميركا لوقف ذلك وتحقق توازن القوى في المنطقة.
ومضى قائلا “للأسف الشديد أوباما لم يفعل شيئا في هذا الصدد ولا نعتقد أن ترمب سيفعل أي شيء، وحتى دول أوروبا غير الراضية عما تقوم به روسيا وإيران في سوريا لن تستطيع فعل أي شيء سوى توقيع عقوبات اقتصادية على موسكو”.
وردا على سؤال حول تجاهل المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا لما يجري في حلب ودعوته الاتحاد الأوروبي للقتال إلى جانب روسيا ضد تنظيم الدولة، رأى جيفري أن إخفاق دي ميستورا مثال على كيفية قيام الأمم المتحدة بعرقلة عملية السلام في سوريا، مشددا على أن روسيا لم تقم بأي جهود لمواجهة تنظيم الدولة سوى المساهمة في حملة استعادة قوات النظام لمدينة تدمر، وكل ما تقوم به الطائرات الروسية هو محاربة وقتل الشعب السوري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *